Sunday 20th april,2003 11161العدد الأحد 18 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
الرياض.. وسنة البراميل..!!
عبدالرحمن بن سعد السماري

لا يمكن لأي إنسان صادق ومنصف..إلا وأن يشيد بمستوى النظافة العامة في مدينة ضخمة كالرياض.. تمتد طولاً وعرضاً.. وتتوسع توسعاً أفقياً في كل اتجاه.. حتى أصبحت مساحتها قرابة ال«100كم» في ال«100كم».
** أحياء متباعدة.. ومدن كبرى داخل مدينة واحدة اسمها «الرياض»..
** يغرق غرب الرياض من السيول.. وشرقها مشمس يكسوه الغبار.. وهكذا العكس او الشمال والجنوب.. ولهذا.. فإن مهمة نظافة مدينة كالرياض.. يبدو أنه مهمة هي إلى المستحيل أقرب.
** لكن الواقع المشاهد.. هو أنه رغم كل ذلك.. فإن الأمانة وشركة النظافة تقومان بمجهود استثنائي نشط لإخراج الرياض بمظهر عام مقبول على الأقل.. على أنه قد يحصل أحياناً حالات شاذة.. مثل ان نشاهد بعض الشوارع في بعض الأحياء يجمعها مظهر غير مقبول من النظافة.. وقد يعود ذلك الى عمال النظافة او الى السكان او الى أي سبب آخر.
** وكلنا يذكر ايضاً.. تلك السنة الأولى التي أسندت فيها نظافة الرياض الى شركة.. وتحولت الرياض الى لوحة رائعة جميلة من النظافة تذهل كل من ينظر اليها.. ثم توسعت الرياض عشرات المرات وتضاعف سكانها عشر مرات.. وجمعت خليطاً من البشر.. بعضهم بينه وبين النظافة خصام عنيف.. وصار ما صار.. ابتداءً من السنة الأولى والثانية نظافة.. ومروراً بسنة البراميل.. وانتهاءً بسني الأكياس السوداء.
** وسنة البراميل هذه.. هي إحدى السنوات التي ملأت شركة النظافة مدينة الرياض بعشرات الآلاف من البراميل الصفراء.. حتى أصبح أمام كل بيت.. برميل او برميلان.. وربما لكل شخص برميل.. وهو ناتج عن حرص شركة النظافة على نظافة الرياض وعلى تسهيل الأمور أمام الناس.. بحيث يضع كل شخص المخلفات في هذا البرميل «الأصفر البراق».
** هذه البراميل.. لم تلبث ان هُشمت وكُسرت وصُدمت وسُرقت واختفى «70%» منها.. والباقي.. أما مشقوف او مكسور او لا يصلح للاستخدام.. فاتجه الناس الى استخدام الأكياس البلاستيكية السوداء الرقيقة.. التي توضح على الأرصفة ثم تنبعج ويسيل منها مياه سوداء آسنة ذات رائحة كريهة للغاية.. كما يتطاير منها مخلفات وأشياء تفسد منظر الشارع.. لتتحول الشوارع الى مستنقعات وبقع سوداء ذات رائحة كريهة.
** ثم إن البعض من الناس.. يرمي هذا الكيس من خلف السور.. فيتطاير أمام المنزل.. وقد يقع على رأس أحد المارة.. وبعضهم يفتح الباب «كالخادمات» ثم يرميه بعيداً.. فينبعج وتتطاير منه القمائم في كل اتجاه.
** ثم إن بعض الناس من شدة الكسل وعدم التعاون.. يرمي مخلفات البناء او مخلفات التأثيث.. من كراتين وحدايد وبلاط.. وربما ثلاجات ومكيفات وأبواب.. أو كميات كبيرة «شحنة تريله» ولا يكلف نفسه عناء الاتصال بالشركات المعنية بأخذ هذه المخلفات بأجر شبه رمزي.. لأنه يظن أن هذا ليس من مسئوليته.. بل من مسئولية الأمانة والشركة فقط.
** نحن هنا.. لا نحمل الامانة او الشركة مسئولية مشاكل بعض الشوارع.. لكننا نؤكد.. أن المسألة.. مسألة تعاون وتكاتف من الجميع = الأمانة.. والشركة.. والمواطن = وأن يعرف الجميع دوره.. وأنه مسئول.. وأن المسئولية مشتركة.. وبدون التعاون والتكاتف والتعاضد.. لن نظفر برياض جميلة.. والله سبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved