مع انشغالنا والعالم أجمع فيما يجري في العراق من غزو واحتلال ونهب وسرقة بعد أن آل الأمر إلى الأمريكيين في العراق..
وبعد أن تحولت كل الاهتمامات الإعلامية إلى العراق، غابت أحداث فلسطين وأحداث مأساوية أخرى، وخلت وسائل الإعلام من تتبع تطوراتها، بل تجاهلت أو تناست مناسبات وذكريات مأساوية، ومناسبات لمجازر وأعمال إجرامية إسرائيلية ارتكبت ضد العرب وخاصة الفلسطينيين واللبنانيين ففي الأسبوع المنصرم مرت ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، وذكرى مجزرة قانا في لبنان، دون أن تنتبه الصحافة ووسائل الإعلام العربية فبالنسبة لذكرى الأسير الفلسطيني ومنذ اندلاع الانتفاضة الحالية في أيلول 2000 ولغاية 8 نيسان 2003م أكثر من «000 ،28» أسير تم اعتقالهم من قبل القوات الاسرائيلية، يتواجد منهم حالياً 5123 أسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية، اضافة إلى 66 أسيرة فلسطينية، وهناك حملات توقيف تمت من قبل قوات الاحتلال خلال السنة الماضية، استهدفت بشكل خاص القادة السياسيين الفلسطينيين، والزعماء ضمن المجتمع، وعملياً فإن سجن القياديين الفلسطينيين ينعكس سلباً على تنمية المجتمع.
خلال الاجتياح الاسرائيلي وإعادة احتلال غالبية المدن في الضفة الغربية في نيسان 2002م تعرض العديد من الفلسطينيين إلى أعمال عنف، خلال عملية اعتقالهم أو توقيفهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، تضمن ذلك تهديدات نفسية وطبيعية، ومحاولات اغتيال، واصابات نتيجة لهجمات عشوائية، والعديد من الفلسطينيين الجرحى اعتقلوا بدون إعطائهم أي رعاية طبية، وتعرضت عائلات هؤلاء المعتقلين إلى هجمات مشابهة، تضمنت تدميراً للممتلكات الشخصية، وفي بعض الحالات تم تدمير منازلهم بشكل عام، معرضين حياة الأطفال والنساء للخطر بأخذهم رهائن ووضعهم في غرفة من منزلهم إلى فترات طويلة من الوقت، ويمنعون عنهم في أغلب الأوقات الطعام والشراب، ويمنعونهم من استعمال الحمام.
ان قضية الأسرى ليست بجديدة، فمنذ الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية عام 1967 أكثر من 000 ،650 فلسطيني تم اعتقالهم من قبل إسرائيل، مما يمثل قرابة 20% من مجموع الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.
وعند الأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن غالبية هؤلاء المعتقلين هم من الذكور، نجد أن حوالي 40% من نسبة الذكور في المجتمع الفلسطيني قد تم اعتقالهم.
كل هذه المآسي والصور التي يشهدها الفلسطينيون والتي تسعى المنظمات والهيئات السياسية والانسانية للتذكير بها في يوم الأسير الفلسطيني مرت في يوم 17/4 دون أن يتذكرها العرب المنشغلون بمأساة عربية أخرى في العراق.
|