Sunday 20th april,2003 11161العدد الأحد 18 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

اللصوص سرقوا المضخات تاركين فتحات الآبار مفتوحة اللصوص سرقوا المضخات تاركين فتحات الآبار مفتوحة
صبية عراقيون يتكسبون قوتهم من بيع الوقود في بغداد

  * بغداد - رويترز:
يجاهد أحمد العماري كي يحفظ توازنه أعلى فتحة بئر في محطة وقود مهجورة ويدلي بزجاجة مشطورة من البلاستيك لينزح بها البنزين.
وابتل قميصه وسرواله الذي شمره وساقاه وقدماه الحافيتان بالبنزين الذي يستخرجه من أربعة من آبار في محطة على الطريق السريع خارج بغداد مباشرة حيث تتناثر هياكل دبابات عراقية مدمرة في الحرب مع قوات أمريكية وبريطانية.
قال أحمد «لا أحب هذا العمل. لكن ماذا يمكنني ان أعمل غيره». وكغيره من الصبية الآخرين في أنحاء بغداد يتكسب أحمد العماري وشقيقه محمد «14 عاما» مالا لأسرته بسحب الوقود من آبار المحطات المهجورة في بغداد لبيعه لسائقين يريدون تزويد سيارتهم بالوقود.
وبانهيار حكم صدام حسين ظهرت شبكة توزيع للوقود مجانية لتحل محل شبكة توزيع الوقود التي كانت الدولة تديرها.
ويلبي الاخوان العماري طلبا متناميا من سائقي سيارات الأجرة والحافلات الصغيرة الذين يجدون صعوبة في التزود بالوقود في العاصمة التي تسودها الفوضى.
والشقيقان مصدر الدخل الوحيد لأسرتهما. فوالدهما توفي قبل سنوات عدة وأمهما لا تعمل حفاظا على التقاليد.
وفي هذا البلد الغني بالنفط كان البنزين رخيصا دائما في عهد صدام حسين، فسعر زجاجة الماء كان يعادل 20 مثلا على الأقل. والآن يبيعه الاخوان العماري لكنهما يحصلان على نحو 25 سنتا في الساعة التي يتطلبها تزويد سيارة واحدة بالوقود.
ويقول الشقيقان ان هذا أكثر بكثير عما كانا يكسبانه من الأعمال التي عملا بها قبل الحرب كباعة جائلين يبيعون الطماطم «البندورة» والبصل.
ويجوب السائقون عبر المباني المدمرة والمحترقة في المدينة بحثا عن الوقود وغالبا ما يضطرون لتغيير مساراتهم بسبب العربات المصفحة الأمريكية والأسلاك الشائكة والمتاريس التي تسد الأحياء لمنع دخول اللصوص.
ويستهلك السائقون المزيد من الوقود بحثا عن البنزين. ونضبت الآبار في بعض المحطات والمضخات لا تعمل في محطات أخرى. ولا يزال أمام البعض الآخر طوابير طويلة من السيارات.
ويعمل أحمد ومحمد العماري في محطات مختلفة حيث أخذ اللصوص المضخات تاركين فتحات الآبار مفتوحة ليسرقها الصبية.
قال يوسف شكرون «47 عاما» سائق سيارة أجرة «قدت السيارة 15 كيلومترا تقريبا بحثا عن محطة. لكن كان هناك كثير من الزبائن ويمكنني ان أفرض أجرة اضافية لأنهم لا يستطيعون الحصول على بنزين ايضا ويضطرون لأخذ سيارة أجرة».
وتصاعدت اعمدة من الدخان الأسود من مخزن فوق محطة الوقود حيث يمكن رؤية آثار عربة مصفحة على الممر الموحل.
وتحدث السائقون الذين ينتظرون وبعضهم كان يدخن عن الحرب. واتفقوا جميعا على كراهية صدام حسين.
قال أحدهم «لا أكره الأمريكيين ولا أحبهم. لكنهم جاءوا ليقتلوا الناس وبسببهم الأسعار ارتفعت».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved