يعتبر ألم العمود الفقري سواء الألم أسفل الظهر او في منطقة الرقبة من أكثر الأمراض شيوعاً في مجتمعنا فبعض هذه الآلام قد يكون حميداً ويكون دائماً نتيجة لأوضاع الجلوس الخاطئة التي يمارسها البعض منا.
أما المشاكل الأخرى فقد تكون نتيجة لانزلاق الغضروف أو ازاحة بالفقرات او يكون راجعا لورم بالعمود الفقري والنخاع الشوكي بالنسبة للانزلاق الغضروفي القطني وازاحة الفقرات القطنية فهذه من أكثر الحالات التي نراها بالعيادة الخارجية ويشكو المريض من الآلام اسفل الظهر والآلام باحد الطرفين السفليين او كليهما وتكون آلام الطرفين السفليين على صورة خدر او احساس بتيار كهربائي يسري في احدى الساقين وهذا يكون نتيجة للضغط على أعصاب الطرفين السفليين.ومثل هذه الحالات تحتاج الى دقة في التشخيص الاكلينكي والاشعة وقد تحتاج الى تدخل جراحي - فاستئصال الغضروف قد يتم عن طريق الفتح الجراحي بواسطة الميكروسكوب او عن طريق المنظار او باستخدام الليزر ويتم تقييم كل حالة على حسب الانزلاق الموجود.
وفي العلاج بازاحة الفقرات دائماً ما يكون عن طريق الجراحة وفيها يتم تثبيت الفقرات بواسطة استخدام شرائح ومسامير او استخدام اقفاص معدنية «Cage».
أما فيما يخص آلام الرقبة ففي حالةوجود انزلاق غضروفي فتكون العلامات المرضية احساساً بالألم في منطقة الكتف او الذراعين وخدر باحد الذراعين مع الألم بفقرات العنق عند الحركة. وعلاج مثل هذه الحالات يبدأ بتشخيص الحالة عن طريق اشعة الرنين المغناطيسي واستئصال الغضروف في معظم الحالات من الأمام ويتم بعده وضع غضروف بديل او في بعض الحالات يتم وضع اقفاص معدنية «Cage» ويتم ذلك اما عن طريق الجراحة التقليدية الميكروسكوبية او عن طريق المنظار الجراحي.
على أنه ليست كل آلام العمود الفقري تحتاج الى تدخل جراحي فهناك دور كبير يقوم به العلاج الطبيعي ولكن قبل بداية العلاج الطبيعي فإن مناظرة الحالة بواسطة جراحة الأعصاب لمعرفة مدى تأثير الأعصاب إذا كان هناك ضغط عليها من عدمه هي بداية التشخيص والعلاج.
د. محمد العراقي استشاري ورئيس قسم جراحة المخ والأعصاب
|