يعتبر التهاب المثانة المتكرر وزيادة نسبة الخلايا الصديدية في البول من الاعراض الاكلينيكية والعملية التي تستحق الدراسة حيث ثبت علميا بان يرجع ذلك الى وجود بعض التشوهات الخلقية بداخل الجهاز البولي لدى الرضع والاطفال.
ويعد ارتجاع البول في الحالب من المثانة في اتجاه الكليتين او احداهما من اهم الاسباب الاكثر شيوعاً لحدوث التهابات متكررة للجهاز البولي حيث تصل نسبة وجود الارتجاع الى ثلاثين في المائة في الاطفال بينما تكون خمسين في المائة في الرضع ومن ثم استحقت هذه النسبة الدراسة.
ان الاكتشاف المبكر لارتجاع البول في الحالب الى المثانة يحمي المريض من حدوث أي مضاعفات وهي ليست بقليلة وقد تصل الى الفشل الكلوي عندما تترك بدون علاج تبدأ المضاعفات من حدوث التهابات للكليتين مصاحبة بارتفاع شديد في درجة الحرارة مع رعشة والآلام في احدى الجهتين اليسرى او اليمنى او معاً والتي اذا لم يتم علاجها قد تؤدي الى التهاب مزمن بالكليتين. وهو بدوره يؤدي الى حدوث ارتفاع في حدوث ارتفاع في ضغط الدم فيما بعد مع آلام مزمنه بالكليتين.
ولما كان التقدم العلمي مهمته خدمة البشرية فهناك العديد من الابحاث لحماية أولادنا عند حدوث هذه المضاعفات التي تبدأ من التشخيص المبكر للمرض مع اعطاء المريض جرعات من المضادات الحيوية وذلك للمرحلة الاولى من عمر الطفل لحماية الكليتين من الاثر المدمر للميكروبات الموجودة بالبول.
ولم يقف العلم عند هذا الحد بل ظهر العلاج بالمناظير الضوئية التي تطورت على مدار السنوات السابقة لتصل الى حقن بعض المواد البيولوجية والتي ليس لها أي اضرار حسب ما ورد في الابحاث العلمية الدولية لتعويض الخلل الموجود في مكان اتصال الحالب والمثانة الذي يتم تشخيصه لعمل الاشعة الملونة اثناء التبول والتي تؤكد حدوثه، ويتم ايضا تصوير الحالب المريض بالمنظار الضوئي وحقن هذه المواد التي تؤدي الى إعادة الحالب المريض الى الصورة الطبيعية التي من المفترض ان يكون عليها بفضل الله سبحانه وتعالى. وحدث بالفعل هنا في قسم جراحة المسالك البولية بالمستشفى السعودي الألماني في الرياض تشخيص العديد من حالات ارتجاع البول في الحالب وتم علاجها باستخدام احدث هذه المواد والتي تعمل على حماية الكلية من حدوث أي مضاعفات قد تؤدي الى الفشل الكلوي وفي هذه الحالة تصل نسبة نجاح العلاج الى 80% - 90% من جلسة واحدة او اكثر ويتم متابعة المريض بعدها للتأكد من خلو البول من الخلايا الصديدية المجهرية.
كما اود ان أذكر أنه يوجد درجات لارتجاع البول في الحالب وهي تتراوح من الأولى الى الخامسة وكلما تم اكتشاف المرض في مراحله الأولى كلما كانت نسبة نجاح العلاج بالمنظار اكثر وقد لا نحتاج الى العلاج الجراحي والذي يفيد المرحلة الأخيرة لإعادة زرع الحالب المصاحب في المثانة مع ضبط الصمام الموجود مكان اتصال الحالب بالمثانة.
وفي النهاية ندعو الاباء الى سرعة مراجعة الطبيب المختص حينما يشكو الطفل من اعراض في التبول وبذلك نقي اطفالنا أي شر قد يحدث مستقبلاً.
|