في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر حملت بيانات المثقفين وبعض أوساط الرأي العام الأمريكي المستنير سؤالاً يقول بالنص:«لماذا يكرهوننا؟!» وهو السؤال الذي حوَّلته ادارة بوش الابن الى نتيجة تقول بالنص:«من ليس معنا فهو ضدنا!!» ويتذكر من شاء له رب العالمين أن يتذكر ما حفل به لسان الرئيس الأمريكي من «زلات» محمولة على تفسير تلك النتيجة وفق رؤية المحافظين الجُدد الذين يحكمون أمريكا الآن، ومن بينها: الحرب الصليبية!! ووصفه للحرب ضد ما يسميه بالارهاب بأنها حرب العدالة المطلقة!! وهو وصف لا يسحب اختصاصات مجلس الأمن، ولكن انتزاع لما لا يملكه إلا الخالق سبحانه وتعالى.. هذا ما يحدث في أمريكا.. حيث ما زال الجدل محتدماً.
في بلاد العرب تختفي الأسئلة الحقيقية من العرب، وهو ما يعني أن الغيبوبة تقترب من الموت السريري.. حيث لم تفلح زلازل 1948 و1967 و1982 في استفاقتها!!
يقول مثل صيني: إذا سُئل المرء يظل جاهلاً لخمس دقائق، وإذا لم يسأل يظل جاهلاً للأبد.. نحن نسأل للثرثرة والمماحكة والاستعراض واللاجدوى توقَّف العرب عن انتاج الأسئلة فاجتاح التتار بلاط الخليفة وبيت الحكمة في بغداد 1258.
كانت أمة العرب تهرول الى كهوف النُعاس ولم تكن الشمس تزَّاور عن ملاذهم، ولم تكن كلابهم بالوصيد!!.
لابد من عثورنا على الأسئلة، ومعرفتها بدقة وسط ركام الكلام.
ولابد للناس جميع الناس من الوصول للاجابات.. ولابد من التوافق على الأسئلة واجاباتها..لكي نكون لابد لنا أن نعرف مَنْ نحن؟! وما هو دورنا في هذا العالم المصاب بجرثومة الصراع؟!
لابد لنا من السؤال والاجابة عن سر كوننا دائماً في خانة المستهدف بالاستعمار والسرقة والاستبداد والدونية والفقر والجهل والعدوان؟!
لماذا نخسر جميع معاركنا؟!
لماذا تحتل إسرائيل أرضنا؟!
لماذا نعجز عن هزيمتها؟!
لابد لنا من استخدام كافة مفاتيح الأسئلة: من وهل وكيف ومتى وأين؟! وملحقاتها من الأسئلة التوليدية.. ولابد من الاجابة لكي يتوقف مطر الطعنات والاهانات الذي تتكدس مستنقعاته الآسنة في بلاد العرب.. قبل ذلك لابد لنا أولاً من مغادرة الكهوف.
|