* خلال الأيام الماضية..تزاحمت على صحافتنا عدة مشاركات مختلفة.. تتحدث عن مآثر صاحب القامة الكبيرة السامقة.. وصاحب العطاء المتدفِّق.. ذلك الإنسان العظيم.. صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز.. أمير منطقة مكة المكرمة السابق رحمه الله.
* هذه العطاءات.. وهذه المشاركات التي جاءت من جميع شرائح المجتمع.. المسؤول والمواطن.. والاعلامي.. ومن كل الناس.. كانت تعكس بحق.. حجم ما يحتل هذا الانسان الكبير في نفوس الجميع.. وحجم البصمة التي تركها رحمه الله في قلوب الجميع.
* لم تكن هذه المشاركات والكتابات لتتدافع هكذا.. لو لم يكن الفقيد هو رجل في مكانة ماجد بن عبدالعزيز.
* لقد كنا كإعلاميين وكتَّاب وصحفيين عايشوا هذا الرجل لأكثر من نصف قرن.. نعرف الكثير والكثير من مآثره وسجايا.. غير أنَّ هذه المشاركات.. نقلت الينا جوانب أخرى.. ومآثر أخرى.. في شخصية ماجد بن عبدالعزيز.
* الصحف والمجلات.. تزاحمت عليها هذه المشاركات.. وتدافع الكتَّاب وغير الكتَّاب.. لنقل بعض من تلك الصور المشرقة.. والجوانب الظاهرة وغير الظاهرة من حياته رحمه الله.
* ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله انسان عظيم.. أحبَّ الجميع وأحبَّه الجميع.
* إنسان أخلص لدينه ولمليكه ووطنه ومواطنيه.
* أخلص لهم بكل ما يملك.. وأعطى ثم أعطى ثم أعطى.. حتى لاقى وجه ربه.. وهو مبتسم راضياً عن عطائه.. والكل يشهد له بالاخلاص والصدق والأمانة والنزاهة وعفَّة اليد واللسان ونظافة القلب.
* الكل يشهد له بالكرم والوفاء والشهامة والنبل وحبه لأعمال الخير ومساعدة المحتاج ونصرة المظلوم.. والوقوف مع الضعيف وتلمس احتياجات كل محتاج.
* الكل يشهد لك..أنك كنت في مستوى تلك المسؤولية الكبرى.. التي أنيطت بك في تلك المسؤولية العظيمة.. الإشراف على بيت الله الحرام ومنطقة مكة المكرمة «أقدس بقعة في العالم» فأعطيت بكل ما تملك وأخلصت من أعماقك.. وكان عطاء الانسان المؤمن الصادق المخلص لدينه..
* لقد قمت بهذه الأمانة وتقلدت الشرف.. وأي شرف أعظم وأجل من رعاية مكة المكرمة.. وقد كنت مخلصاً غيوراً صادقاً.. واصلت الليل بالنهار من أجل هذه البقاع الطاهرة المقدسة؟
* الكل.. يشهد لك.. بأنك كنت تترك عملك رغم ضخامته وتزاحمه.. لتقضي حاجة محتاج.. وتمسح دمعة يتيم.. وتساند أرملة أو عاجزاً أو لتحل قضية صعبة مستعصية.. ولم يظهر عليك في يوم من الأيام.. ضيق أو تبرم أو ضعف أو تراجع.
* الكل.. يشهد لك.. بأنك كنت كالنهر المتدفق عطاء وعملاً ونبلاً وخلقاً وتسامحاً وبساطة وسعة أفق.
* الكل.. يشهد لك بذلك التواضع الكبير والأدب الجم.. والرفق بالكبير والصغير.
* لقد أجمع الناس.. كل الناس.. بمختلف مشاربهم على حبك.. وأجمعوا.. على أن قلبك.. قريب من قلوبهم.. وقلوبهم قريبة من قلبك.
* لقد أجمعوا.. على أنك استحوذت وملكت قلوب الجميع.. بسجاياك ومآثرك وخصال لا توجد إلا في الندرة من الرجال.
* ثم.. هل يمكن ان ننسى عندما نشاهدك أعواماً متلاحقة وأنت ترتدي «ملابس الاحرام» ملبياً شاكراً لربك وسط وفود الحجيج؟
* هل يمكن ان ننسى مجلسك الأثير الذي يستقبل الناس كل الناس ويجدون وسط هذا المجلس كل ما يريدون.. سواء ذلك المجلس العامر في حراء جدة أو في ملز الرياض؟
* لقد رحلت عن هذه الدنيا الفانية.. وتركت سجلات ناصعة بالعطاء المتدفق.. قوامه تلك الأيادي البيضاء التي أعطت في كل اتجاه.
* لقد تركْتَ أمامنا.. أكثر من مثل.. وتركت لنا بصمات سكنت قلوب الفقراء والمساكين والضعفاء واليتامى قبل غيرهم.
* مات ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله ولكن.. هل يمكن أن يغيب عن قلوبنا.. إنسان استوطن هذه القلوب لعقود؟
* هل يمكن.. أن ننسى هذا الإنسان العظيم؟
* رحم الله ماجد بن عبدالعزيز رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
|