*موسكو الجزيرة:
ألمح مسؤول في الاستخبارات الروسية الخارجية ل«الجزيرة» الى ان معلومات جهاز الامن الفيدرالي الروسي «في اس بي» تشير الى ان الرئيس العراقي صدام حسين قتل في العاصمة العراقية بغداد مع عدد كبير من اركان قيادته، بمن فيهم ابنه قصي، في غارة مفاجئة شنّها الطيران الامريكي يوم الاثنين في 7 نيسان ابريل الجاري على موقع سرّي، كان الرئيس العراقي يعقد فيه اجتماعا مع مساعديه لتوزيع مهام الدفاع عن بغداد بعد وصول القوات الامريكية الى ضواحيها.
وذكر هذا المسؤول ان جهاز الاستخبارات الروسية يملك معلومات عن ان ضابطاً كبيراً في الحرس الجمهوري العراقي ابلغ عملاء الاستخبارات الامريكية الذين كانوا ينشطون في بغداد باحداثيات الموقع السري الذي كان يوجد فيه صدام في تلك اللحظة مع مساعديه، فعمدت اركان عمليات القوات الامريكية الى توجيه سرب من قاذفات ب52 بعيد 45 دقيقة فقط من دخول اركان القيادة العراقية الى ذلك المبنى، لقصفه بصواريخ موجهة بواسطة اشعة الليزر من عيارات ثقيلة جداً، بهدف القضاء على اكبر عدد ممكن من القيادة العراقية في ضربة واحدة، ومن اجل محو كل اثر او اي احتمال للعثور على جثثهم تحت انقاض ذلك المبنى الذي تحول في لحظة الى حفرة كبيرة هائلة الاتساع اختلطت فيها جثث الضحايا بالاتربة والانقاض المتناثرة.وعن سبب تحفظ القيادة الامريكية على واقعة مقتل صدام مع انها كانت تسعى علنا لتصفيته، قال هذا المسؤول الاستخباراتي ان وكالة الاستخبارات الامريكية ال«سي.آي.ايه» نصحت الرئيس جورج بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد بعدم الاعلان عن مقتل صدام قبل احكام القبضة العسكرية والامنية الامريكية على جميع الآراضي العراقية وتصفية مختلف بؤر المقاومة المتبقية، لأن الاعلان خلال العمليات الحربية عن مقتل الرئيس العراقي من شأنه ان يحوله الى شهيد بطل وان يؤجج المشاعر ويعزز تصميم الوحدات الموالية له على المقاومة حتى النهاية، بينما الحديث عن اختفاء الرئيس العراقي والتلميح الى احتمال هربه من شأنه ان يثبط الهمم والعزائم ويشجع على استسلام الوحدات التي فقدت اي صلة بقيادتها او اوامر منها.
ولفت ضابط الاستخبارات الروسي الذي رفض الكشف عن اسمه الى ان القيادة الروسية عمدت فور علمها بمقتل صدام يوم 7 الجاري الى سحب سفيرها واركان سفارتها من بغداد في اليوم التالي الذي صادف يوم الثلاثاء في الثامن من نيسان ابريل، مع العلم ان الكرملين كان قد قرر الابقاء على الدبلوماسيين الروس في بغداد طالما بقي الرئيس العراقي فيها.
|