فتذكرت ونحن في أجواء مسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده، خبراً مرَّ علي قبل فترة، وأنا أتصفح أرشيف صحيفة أم القرى، تضمن الخبر الاحتفال بختم سمو الأمير سلمان للقرآن الكريم عندما كان فتىً يافعاً، وعندها أدركت معنى حب سلمان للقرآن وارتباطه به، ولا غرابة في ذلك على خريج مدرسة عبدالعزيز، واحتفاء سلمان بالقرآن جزء من عطاءات الخير لأمير الخير.
فأينما اتجهت إلى باب من أبواب الخير والبر فستجد لسمو الأمير سلمان حفظه الله قصب السبق فيه، وما مسابقة سموه لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده إلا شاهد من العديد من الشواهد على ذلك، فاهتمام سموه بجماعة تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض منذ أن كانت فكرة إلى أن تجسدت على أرض الواقع عبر عقود من الزمن دليل على ذلك، ثم تأتي رعاية سموه لهذه المسابقة للبنين والبنات على مستوى مناطق المملكة لتكون واسطة العقد في جهود سموه الكريم، وها هي المسابقة تدلف عامها الخامس ويشترك فيها العشرات من المتسابقين والمتسابقات على مستوى المملكة، وكان قد اشترك فيها في السنوات الماضية زهاء ثلاث مائة وثمانين متسابقاً ومتسابقة، هذا كله يؤكِّد تألقها ونجاحها المطرد، وما اهتمام سمو الأمير سلمان ورعايته للمسابقة إلا امتداد لجهود الدولة المباركة في خدمة الإسلام والمسلمين وخدمة كتاب الله الكريم وتعليمه وغرس مبادئه السامية لدى الناشئة، وهو جانب من هذه الجهود الموفقة المباركة التي أثمرت أجيالاً من الناجحين والمخلصين في خدمة وطنهم في كل الميادين، وفي ذلك رد عملي على كل من يطعن في كتاب الله الكريم ويريد في ذلك أن تبتعد الأمة عن هذا الكتاب الذي لا عزَّ لنا إلا به، وصلاح الأمة مرتهن بتعلُّمه وفهمه وإدراك معانيه وتطبيقه واقعاً معيشاً، وتقديم أسسه الحضارية الراقية الداعية للمحبة والسلام والبناء للبشرية أجمع.
( * ) وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المكلف للشؤون الإسلامية
|