المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات أصبحت فرصة يترقبها أبناؤنا وبناتنا كل عام للتنافس الشريف في حفظ كتاب الله الكريم ولا يكاد ينتهي عام إلا وتبدأ الجمعيات استعدادها للعام الذي يليه انطلاقاً من الفروع في المحافظات إلى المناطق ويتطلع الكثير من الناشئة من حفظة القرآن الكريم وخاصة من أبناء جمعيات التحفيظ لكسب السبق فيها لما لهذه المسابقة من قيمة معنوية كبيرة ولكونها تحتاج إلى إعداد جيد من قبل المشاركين، وتعتبر هذه المسابقة تربية للشباب وتعويدا لهم بأن كل جهد وعمل صالح له ثواب في الدنيا والآخرة وأن فرحة الفائز في هذه الاحتفالية المباركة إنما يحقق جزءاً من سعادته وفرحته بجائزته وثواب الله خير وأعظم.
إن إقامة المسابقات بهذا المستوى تحتاج إلى جهود لا تقل حجماً ولا كماً عنها واستمرار المسابقة سنويا نجاح لها ويعكس مدى الاهتمام والعناية بكتاب الله خاصة وان هذه المسابقة لها مثيلات وتقام في كافة نواحي المملكة وتختلف في أوقاتها وطرقها وتتفق جميعها على سمو الهدف ونبل المقصد فالعناية بالقرآن وتشجيع الشباب للإقبال عليه وبذل الدعم السخي كلها عناصر مشتركة تهدف للحفز على تدارس القرآن والنهل من معينه وتوجيه المجتمع -من خلاله - الوجهة الصحيحة نحو البناء والعطاء والإنتاجية ونحن في هذا المجتمع المسلم الذي ينشأ فيه الشباب على الفطرة السليمة والتربية الحسنة بحاجة لتمسكهم بالقرآن الكريم خاصة مع ما نشاهده من هيمنة ثقافية إعلامية كما وكيفاً تؤثر بدرجة كبيرة على متلقيها وبالطبع فإن تعرض الشباب لهذه الرسائل الإعلامية الموجهة كبير جداً وأصبحت وسائل الإعلام والتثقيف المرئي والمسموع جزءاً من حياتنا اليومية وتعمقت سلبياتها في نفوس الكثير لذلك فالشباب الغض في أمس الحاجة إلى الارتباط بالقرآن الكريم والتمسك بالعقيدة الإسلامية ليكون لديهم ملكة التمييز بين الغث والسمين والنافع والضار من منظور المسلم الملتزم بدينه ويتحقق لهم التوازن المطلوب وتحصين لهم من التأثر السلبي بتلك المضامين والانجراف وراء الجهود الضخمة للإيقاع بالمسلم وتجريده من قيمه وثقافته وهذا غاية ما يأمله من لا يريدون لشبابنا الخير ولمجتمعنا الازدهار.
وهذه المسابقة التي نحن في خضم فعالياتها نموذج مثالي ومؤشر إيجابي لاجتذاب حفظة القرآن الكريم للتنافس وتشجع غيرهم ممن لم يلتحقوا بجمعيات القرآن الكريم لسلوك هذا التوجه الذي ينبع أصله من الإيمان بكتاب الله الكريم واهتمام ولاة الأمر وفقهم الله به في جميع المجالات من طبعه ونشره وتوزيعه إلى تعليمه وتطبيقه والحث على تدارسه، والشيء بالشيء يذكر فإن الجهود الكبيرة والإعداد المتميز الذي تضطلع به وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تنظيماً وإعداداً والتغطية الإعلامية والإصدارات الخاصة المرافقة للمسابقة كلها تستحق الإشادة والثناء وادعو الله ان يثيب صاحب المسابقة على حرصه ودعمه وان يكون له ان شاء الله تعالى النصيب الأوفر من الأجر على عنايته بالقرآن ومتابعته لاستمرار المسابقة خدمة لكتاب الله وحفظته.
( * ) رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم محافظة جدة
|