* بغداد - دان بوليو - اف ب:
اتهم مدير متحف آثار بغداد أمس الجمعة القوات الأمريكية بارتكاب «جريمة القرن» لعدم حمايتها محتويات المتاحف العراقية من عمليات النهب والمواقع الاثرية العراقية من التدمير. وقال دوني جورج بحضور علماء اثار عراقيين اخرين ان ما حصل للمواقع «الاثرية» وما حدث في المتحف العراقي يشكل جريمة القرن لأن هذا أثر على تراث الإنسانية. واضاف جورج للصحافيين هذا يدعو إلى التفكير بأن هناك اولويات اخرى «للولايات المتحدة» غير متحف بغداد. وتابعت القوات الأمريكية التي سيطرت على العاصمة العراقية في التاسع من نيسان - ابريل الحالي -عملية نهب القطع الاثرية التي تعود إلى اقدم الحضارات الإنسانية في العالم دون ان تتدخل. ومن جانبه اكد رئيس دائرة التراث والاثار العراقية جابر خليل ابراهيم ان على الحكومتين الأمريكية والبريطانية ان تقوما باصلاح الخطأ من خلال منع خروج هذه الاثار المسروقة من العراق والبحث عن هذه الاثار التي ستعاود الظهور في سويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل واليابان واعادتها إلى العراق. واوضح إبراهيم انه متفق مع ما توصل إليه اجتماع خبراء الاثار الذي عقد بباريس برعاية اليونيسكو الخميس الماضي من ان عصابات منظمة متخصصة بتهريب الاثار شاركت في عمليات نهب الاثار العراقية. وقال ان من بين القطع الاثرية التي تمت سرقتها وعاء سومري قديم يعود إلى ما قبل خمسة الاف سنة وزنته 300 كيلوغرام يعرف على انه «وعاء اوروك» لا يستطيع ان يحمله الا عدة اشخاص وان ما بقي في المتحف قطع كبيرة جدا لايمكن حملها. واضاف ابراهيم: اعتقد انهم يعرفون حقا «ما كانوا يبحثون عنه». كانوا يبحثون خصوصا عن القطع السومرية النفيسة. ونفى ابراهيم من جانب اخر تقارير منقولة عن شهود اوردتها اليونيسكو من ان اشخاصا مظهرهم حسن ويملكون مفاتيح مخازن النفائس الاكثر جمالا دخلوا المتحف مما يعطي انطباعا بأن مسؤولين عراقيين يمكن ان يكونوا متورطين في عمليات السرقة.
واضاف ابراهيم ان حوالي 20 قطعة خزفية قيمة والعديد من القطع الاثرية المعدنية اعيدت في الصباح إلى المساجد المجاورة للمتحف تلبية لدعوات من قبل ائمة المساجد. ويؤكد خبراء الاثار العراقيين ان الامر يحتاج اياما عديدة لاعداد قائمة كاملة بالمسروقات بسبب انقطاع التيار الكهربائي في بغداد والمدن العراقية الاخرى.
ومن بين القطع الاثرية الشهيرة المسروقة اشار الخبراء إلى تمثال برونزي يعود إلى العصر الاكدي.
وكان خبراء الاثار الذين اجتمعوا في باريس قد اشاروا إلى ان مجموعة من 80 ألف قطعة اثرية وخصوصا لوحات عليها كتابات مسمارية تمثل اولى مراحل ظهور الكتابة وكذلك قطع صغيرة من متحف الموصل «400 كلم شمال بغداد) وضعت في مكان آمن في بغداد لحمايتها من الحرب.
|