Saturday 19th april,2003 11160العدد السبت 17 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مؤتمر الرياض الأقليمي يفتتح أعماله برفض التهديدات الأمريكية لسوريا مؤتمر الرياض الأقليمي يفتتح أعماله برفض التهديدات الأمريكية لسوريا
مطالبة القوات الأنجلوأمريكية بالانسحاب من العراق لتسهيل إنشاء حكومة عراقية انتقالية
التأكيد على دور الأمم المتحدة لبناء العراق اقتصادياً وإنسانياً
المطالبة بتوفير الأمن لمنطقة الشرق الأوسط والتعجيل بإعلان خارطة الطريق

  * الرياض - ياسر الكنعان :
افتتح أمس الجمعة في الرياض المؤتمر الاقليمي لبحث مرحلة ما بعد صدام حسين في العراق استجابة لدعوة المملكة العربية السعودية لعقدها لبحث التطورات والظروف الراهنة في العراق.
وذلك بمشاركة وزراء خارجية الدول الست المجاورة للعراق المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران وسوريا والاردن والكويت بمشاركة جمهورية مصر العربية ومملكة البحرين.
وقد حضر الاجتماع . . معالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية بالجمهورية التركية الاستاذ عبدالله غول ومعالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بمملكة البحرين الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة ومعالي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بالجمهورية العربية السورية الاستاذ فاروق الشرع ومعالي وزير الخارجية بالجمهورية الإسلامية الايرانية الدكتور كمال خرازي ومعالي وزير الخارجية بجمهورية مصر العربية الاستاذ احمد ماهر ومعالي وزير الخارجية بالمملكة الأردنية الهاشمية الدكتور مروان المعشر ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية ووزير المالية ووزير التخطيط بالوكالة بدولة الكويت الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح.
وقد بدأت الجلسة بكلمة افتتاحية من صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية شدد فيها على أن الدافع لهذا الاجتماع هو الارتكاز على أسس ثابتة للسعي من خلالها لمصلحة العراق وأمنه ووحدته السياسية وبالتالي مصلحة وسلامة المنطقة ككل.
وقال سموه: نلتقي اليوم في مدينة الرياض لتدارس وضع بالغ الدقة والحساسية وعلى خلفية ما افرزته حرب العراق من وضع جديد ومعطيات يتعين علينا جميعا التعامل معها وفى البداية لا بد لي أن اشير إلى ان هذا اللقاء كان مفترضاً انعقاده في دمشق غير ان الحكومة السورية تفضلت مشكورة بالموافقة على استضافة الرياض له.
وأضاف سموه . . ان الدافع الاساسي لعقد هذا الاجتماع هو ان نستعرض سويا ابعاد النتائج التي افرزتها حرب العراق ومدى انعكاساتها وتاثيراتها في امن وسلامة واستقرار منطقتنا وان نعمل على بلورة موقف مشترك يرتكز على بعض الاسس والمبادىء لتكون ركيزة تعاملنا مع الواقع الجديد ومادة لاتصالاتنا مع الاطراف الدولية بغية السعي لتحقيق مصلحة العراق وامن واستقرار المنطقة ولا بد من التنويه هنا إلى اننا حين نجتمع اليوم لتدارس موضوع العراق ومستقبله لا نستند في ذلك على اي اجندة خاصة بدولنا وان ما يهمنا في المقام الاول هو مصلحة العراق والشعب العراقي وان هذا الهاجس الذي اشغلنا قبل قيام الحرب مازال مستمرا في اذهاننا ويدفعنا إلى التمسك بذات المبادىء التي شكلت الاساس لما بذلناه من جهود واتصالات قبل نشوب الحرب وذلك لتجنيب العراق والمنطقة اية نتائج وخيمة وان اهم ما يتصدر هذه المبادىء التاكيد على ان العراق ملك خالص للعراقيين بأرضه وثرواته مع الاصرار على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق واستقلاله وسلامته الاقليمية والمعروف ان هذه المبادىء قد اقرها المجتمع الدولي وسبق للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا التأكيد عليها بلسان قادتها ومسؤوليها.
وأكد سمو الأمير سعود الفيصل بأن اهم ما يتعين علينا الالتفات إليه ونحن ننظر في موضوع العراق ان ينطلق تعاملنا مع الوضع العراقي من الواقع الذي افرزته الحرب وليس بناء على ما نرغب في رؤيته وتحقيقه بمعزل عن هذا الواقع وان اهم ما يجب التركيز عليه في المرحلة الراهنة مطالبة قوات الاحتلال الالتزام باتفاقيات جنيف وما تفرضه من واجبات وعلى وجه الخصوص الامن والاستقرار والسلام في ربوع العراق والحفاظ على التراث الشعبى والتاريخي والحضاري للعراق واستعادة ما نهب منه.
كما دعا سموه سلطة الاحتلال بالانسحاب من العراق في اقرب وقت للاسراع في انشاء الحكومة الانتقالية وبذل المستطاع لبلوغ هذه الغاية وصولا إلى اقامة الحكومة العراقية الدستورية والمرتكزة على تمثيل واسع يستجيب لطموحات ورغبات الشعب العراقى بمختلف فئاته . كما شدد سموالأمير سعود الفيصل على ضرورة أن يكون للأمم المتحدة دور مهم فيما يتعلق ببناء عراق مابعد الحرب اقتصاديا وإنسانيا.حيث قال سموه:
يتعين علينا في الوقت ذاته الاعلان عن توجه دولنا لتعزيز دور الامم المتحدة ليكون دوراً محورياً ليس فقط بالنسبة للمسائل الانسانية والاقتصادية بل فيما يتعلق ببناء عراق ما بعد الحرب وان بلداننا يغمرها عزم اكيد للاسهام في أي جهد دولي هدفه مساعدة العراق مؤكدة في الوقت ذاته اصرارها على ترك التدخل في الشأن العراقي الداخلي باعتباره شأناً عراقياً خالصاً وتتطلع دولنا إلى قيام الدولة العراقية الحديثة لكي يستكمل العراق رسالته الحضارية وان تسود علاقاته مع جيرانه روح الود والصفاء والتعاون البناء.
وشدد سموه على ضرورة توفير الأمن لمنطقة الشرق الأوسط وفي هذا الإطار قال سموه: لقد عانت منطقتنا اكثر من نصيبها من الحروب والقلاقل وجولات العنف على امتداد العقود السابقة مما بدد طاقاتها وعرقل نموها وازدهارها وكبد بلدانها الكثير من الخسائر المادية والبشرية وفي اعتقادنا انه آن الاوان لكي نعمل جاهدين على توفير افضل الفرص لاستتباب الامن والاستقرار في هذا الجزء المضطرب من العالم.
وأضاف: ان ما نأمله ان تكون حرب العراق اخر فصل من فصول العنف التي ابتلينا بها بدلاً من ان تكون حلقة في سلسلة من الصراعات والحروب .وحول التهديدات التي تطلقها الولايات المتحدة لسوريا . . أكد سمو الأمير سعود الفيصل أن دول المنطقة ترفض التهديدات.
وقال سموه في سياق كلمته: ان ذلك لا يمكن الا ان يزيد من احتمالات الوقوع في دوامة جديدة من الحروب والقلاقل خصوصا مع استمرار حالة تردي الاوضاع الفلسطينية وما يواجه الشعب الفلسطينى من الوان البطش وصنوف الممارسات الوحشيةعلى يد قوات الاحتلال الإسرائيلي . . وقال سموه: ومن هذا المنطلق فإننا ندعو الولايات المتحدة إلى انتهاج سبل الحوار مع سوريا والعمل على تحريك عملية السلام من خلال وضع «خارطة الطريق» موضع التطبيق العملي كمدخل لحل القضية الفلسطينية والعودة لمبادرة السلام العربية كإطار لوضع خاتمة للصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام وشامل وفى هذا الصدد فإننا نرحب بما اعلن عن عزم معالي وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية القيام بزيارة لدمشق للتباحث بشأن العلاقات السورية الأمريكية وموافقة سوريا على ذلك.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية أعرب سمو وزير الخارجية بأن تتكلل هذه الجهود بالنجاح الذي يحقق آمال وتطلعات شعوب المنطقة للاستقرار ويجنبها الافات والمخاطر.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved