عيون تملأها الحسرة
قلوب يعتصرها الألم
دموع تسابق نهري دجلة والفرات
انسكابا على أرض العراق الغالية..
اجساد مستشهدة تتناثر هنا وهناك
غرست أصابعها في الأرض متشبثة بعروبتها
وأخرى رافعة اكفها ضراعة الى الله أن يحفظ الدين والأرض والعرض
وفي الجانب الآخر جنود مدججون بالسلاح
يدنسون امجادا عمرها سبعة آلاف عام
مرت من هنا تاركةً رموزها شواهد
آشورية وسومرية وإسلامية
واناس من أصلاب قادة ورجال صنعوا التاريخ
أثرا مشرفا لا يمكن ان تذله حفنة من رعاع البشرية ورعاة البقر
بعيون زائغة نحو المصلحة والمال
مخلفة للإنسان الذل وللحضارة اغتيال
دخلوا بغداد بأجساد نتنة الرائحة وأنياب تقطر دما
وأياد تعودت على البطش والقتل والدمار
ساروا على جباه الصغار وصدور الشيوخ وقلوب الأمهات
استباحوا حرمات العزة والكبرياء
ابقوا خلفهم جروحا لن تنسى كما في ارض فلسطين
فازداد حجم الحجر
حقدا لكل منتم لغير البشر
جعلوا من مطامعهم جسورا من النار
احرقوا بها ما أبقاه التاريخ في متاحف بغداد
كرها فيما افتقدوه ونمتلكه
من تراث عظيم وأصالة راسخة
توقعوا انها نزهة عابرة وقالوا اليوم هنا وغدا هناك
دون علمهم ان الارض هي الأرض والإنسان هو الإنسان
وان النصر قادم فالعراق لن تخرج من ظلال لتدخل الى ظلمة
فهناك ضوء مشرق
يدفعهم للبطولة والذود عن وطن ليس ككل الأوطان
لك الود والاعتزاز يا عراقنا الحبيب
فأنت باق بإذن الله رافعا الهامة
عذبا كالفرات يانعا كالخصيب
|