* الرياض - ياسر محمود الفهد:
التوحد هو اللغز المحير الذي مازال غامضاً لدى كثير من العلماء والباحثين الذين لم يجدوا له حتى الآن سببا واحداً ينير طريق العلاج وينتشل الطفل المصاب من براثن التوحد ويعيده الى عالمنا الطبيعي، فالتوحد هو احدى الاعاقات النمائية المربكة التي توصف بعجز يعيق تطوير المهارات الاجتماعية، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، والابداع والخيال فينعزل المصاب تدريجيا عندما تظهر اعراض التوحد جلية عليه في السنوات الثلاث للتوحد تبدأ معاناة الاسرة المبتلاة في محاولة مضنية للتعرف على ماهية اصابة فلذة كبدهم وماهو سبب تلك الاصابة وماهي الفرص المتاحة للعلاج؟
ويسعدنا استضافة منى بنت صالح الحصان المشرفة التربوية على معاهد التربية الفكرية وبرامج التوحد في التربية الخاصة لتلقي الضوء على اضطراب التوحد ومدى فاعلية التدخل المبكر للحد من السلوكيات غير المرغوب فيها حيث تشير الى ان احدى خصائص التوحد الرئيسية تكمن في التواصل اللفظي وغير اللفظي بحيث يفقد الطفل التوحدي في معظم الاحيان القدرة على التواصل وذلك بسبب ضعف او فقدان الحصيلة اللغوية المكتسبة خلال السنوات الثلاث الاولى مما يسبب احباطا للطفل يؤدي الى انعزاله عن العالم والبيئة المحيطة به. وتضيف قائلة: إن 75% من حالات التوحد يصاحبها اعاقة عقلية، وتشير الى ان ذوي التوحد لديهم سلوك استحواذي وتكراري ونمطي، الامر الذي يتطلب اعداد برنامج تربوي فردي لكل حالة وفق تحليل السلوكيات المستعرضة من قبل الطفل والمعلومات المستمدة من الاسرة وقد يتطلب تعديل السلوك فترات زمنية متفاوتة حسب الحالة.
وبالنسبة لطرق العلاج فقد اشارت الى ان هناك العديد من التداخلات المتبعة مع الاطفال ذوي التوحد منها:
* التدخل السلوكي.
* التواصل الميسر.
* التدخل الحسي الحركي.
* التدريس البنائي المنظم.
* استراتيجيات اخرى «الحمية الغذائية، العلاج بالعقاقير، العلاج بالفيتامينات، العلاج بهرمون السكريتين.. الخ».وأوضحت أن من اهم عوامل نجاح برامج التربية الخاصة التدخل المبكر بحيث يتم الحد من السلوكيات غير المرغوب فيها وتقويم الطفل ووضع البرامج الخاصة بمهارات الحياة اليومية ومن ثم الانتقال الى مرحلة ما بعد التدخل المبكر بحيث يكون الطفل اكثر مرونة ويقدم استجابات افضل للمعلمين والمعلمات ومقدمي خدمات التربية الخاصة والخدمات المساندة الاخرى.وشددت على دور الاسرة المكمل لدور المدرسة او المعهد بحيث ينبغي على الاسرة متابعة وتطبيق البرنامج المنزلي الذي يدعم ويتابع الطفل بعد رجوعه من المدرسة. وفي الختام دعت منى الحصان المشرفة التربوية على معاهد التربية الفكرية وبرامج التوحد في المملكة الاسر إلى تثقيف انفسهم بالاطلاع على كل جديد في مجال التوحد وذلك لمساعدة فلذات اكبادهم والعمل على الوصول بهم الى افضل مستوى تسمح به قدراتهم.
|