|
تناولت في مقال سابق كيفية التفكير العميق وأخذ النفس بالحزم عند استخدام الثروة الناضبة والتي تحمل بين طياتها شبح العطش حتى أدى الأمر بنا إلى المطالبة بعقد مؤتمرات وأطروحات لمعالجة الخطر المحدق بنا من جراء التهديد بنضوب مياهنا وتطرقنا إلى تحليل استراتيجيات زراعية سابقة والتشجيع على زراعة القمح بكميات كبيرة حتى وصل إلى حد الإسراف والتنويع فيه بطرق مختلفة. وتمت الدعوة إلى الترشيد في استخدام القمح الاستخدام الأمثل، فضلاً عن زراعته، وعدم الدخول في مهاوي البطر في معيشتنا الذي امتد إلى جميع الأصناف حتى وصل إلى زراعة النخيل بأنواعه الذي ينتج بكميات هائلة بينما المستهلك لا يقبل إلا على نوع واحد أو اثنين حيث ثبتت صلاحيته بالتجربة للتجميد والتخزين، أما باقي الأنواع فإن أسعارها زهيدة وقد لا تغطي تكاليف زراعتها وتسويقها! ومعروف ان جميع أنواع النخيل تستنزف كميات هائلة من المياه، وتحتاج لجهد من نوع خاص للعناية بها.لذا كان لابد من الترشيد في الزراعة، والتوجيه إلى زراعة ما يناسب أجواءنا المناخية وما يلائم أجسادنا الصحراوية التي هيأها الله عز وجل لأنواع معينة في أوقات محددة، والاكتفاء بالزراعة الموسمية والتوقف عند تجهيز البيوت المحمية حيث لا يتوفر فيها الغذاء الصحي للإنسان.. والحديث يمتد إلى زراعة الأعلاف والتنافس المحموم بين المزارعين والشركات الزراعية المختصة بتربية الدواجن وتسمين المواشي اللاحمة أو المنتجة للألبان، بكميات تفوق حاجة المستهلك، وما تستهلكه هذه المواشي من أعلاف وما تستنزفه من كميات كبيرة من المياه لتزداد شحوماً ولحوماً مضرة بأجسادنا! أو ما تنتجه من ألبان تزيد عن حاجة الاستهلاك المحلي فتضطر الشركات إلى تسويقه للخارج ومما يؤسف له ان تلك المواشي والدواجن تفتقر إلى الصحة المطلوبة حيث انها لا تتحرك أبداً بل انها قد وُضعت في حظائر وأكنان لا تسعها إلا ان تأكل ثم تأكل دون حركة حتى لا تتمكن من هضم ما تأكله ولا تستنفد طاقتها ليتحول بالتالي إلى دهون تؤهلها للذبح والتسويق. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |