تهنئة مغتبط
الصفحات الادبية، ذلك الرمز الخلقي لقدرة الجريدة على الالتحام الثقافي مع ميول القارئ ورغباته المتعددة، وايضا هي ذلك الملح او المشهى في طبق اسبوعي يقدم على مائدة الثقافة الادبية. وانى للشعر وقد تسلم زميلي في الجريدة الدكتور البدلي تحرير هذه الصفحة ان اشياء ادبية ما سوف تستجد وتحدث، ليس لان البدلي من حملة الدكتوراة فحسب، ولكن لان الرغبة الصادقة في المشاركة والتوجيه والبناء، تترجم الافكار على نحو افضل من مجرد الممارسة الروتينية، وان هذا مما يبدو في المشاركات المجدية التي ساهم بها الدكتور مع الطامحين الراغبين في انماء «وتشتيل» ما غرس ويغرس في الحقل الادبي من افكار ودراسات بدأت تتبلور للعين المبصرة. من جل! اشعر بقدوم مزيد من الضوء الكاشف، بيد ان هذا الشعور لا يطغى بحال على شعور طيب.. سالف ارجع ايجاده في نفسي الى القارئ الذي شد من ازري، وازر هذه الصفحة خلال وجودي في عمرها من العامين الماضيين!
ان اغتباطي بظهور هذه الصفحة مجددا بعد شهرين من تركي لها واختفائها ايضا، لا يساويه سوى الاغتباط ببزوغ شعاع من نور جديد وظهور فارس في ميدان معركة قديمة.
لقد تركت هذه الصفحة دون رغبة من اسرة التحرير، بيد ان هذا الترك جاء في صالح الصفحة والجريدة ذلك ان ظهورها باشراف الدكتور البدلي امر لابد ان يوجد ذلك الفارق الكبير، ولعل هذا مالمست بادرته في العدد الماضي.
لقد كان العدد الماضي من هذه الصفحة شيقا، يبعث على الحماس والتخيل والتفكير، كل شيء يوحي بالاصرار على الافادة والاستفادة فتحية مغتبط، وامنية مخلص بأن يتضح الطريق الادبي، وتتضح السمة السامية لمعنى الكلمة النافعة، ففي ذلك الخير للجريدة وللقارئ وللتراث الفكري القديم والجديد والمشع من اديم هذه الجزيرة الخالدة شمعة ابدية على طريق الخلود الازلي.
|