تجربة فريدة خضتها الأسبوع الماضي.. فقد عملت مدربا فروسيا مع جوادي جرشان!
اعترف بدءاً بأن التجربة كانت مثيرة والاثارة لا تنبع من عواقبها التي باءت بالفشل لأسباب قد تعود لقصر المدة او لأسباب خاصة (بالجرشان) حيث من الواضح ان هذا الجواد (الحمر) يسعى لأن يجعلني اهجر مجال (التركيض) بعد ان صبرت عليه كثيرا وخسرت عليه قطات لذلك الميدان وذاك ولكن دون طائل.. اقول ان الاثارة لا تنبع من فشل التجربة لكنها تكمن في التجربة بكامل تفاصيلها الطريفة والسعيدة او حتى المخيبة للآمال!!
يقول احد الزملاء المتابعين لمقالتي في الميدان أولم تفكر في الكشف على قلب جرشان والتأكد ان كان كبيرا أو صغيرا ولا سيما انك اشرت في احدى مقالاتك الى ان اصحاب القلوب الكبيرة هم الابطال دائماً والنوادر دائماً.
فقلت له: جرشان الجرم خذ جرم اما قلبه فيا علم قد يكون بحجم (.....)!!
فرد زميلي المتعصب للميدان وما يكتب فيها أجل هناك ثقوب وربما احد تلك الثقوب قد طاله وهنا اجبته على الفور يبدو انك متأثر بمقالة لزاوية ميادين السابقة (جيادنا قلوبها مثقوبة!) والتي كانت حول المسافات المارثونية في الميدان السعودي وآثارها السلبية وهي تفتك بقلوب جيادنا.. وجرشان لم يدعس هذه المسافة، واذا كان قلبه يعاني من ثقب او فتك فهذا يعود لكثرة الحراجين أقصد المدربين الذين تعاملوا معه. عموماً تركت مهمة التدريب غير آسف عليها وقدمت الاستقالة لولدي سعد وعبدالعزيز بعد تجربة الاسبوع متحملا مسؤولية الاخفاق ومتجنباً مما قد ينبري ليقيلني خصوصا وان سقوط المدربين لهذا الموسم يكاد يصبح ظاهرة بعد ان تهاوى أربعة منهم هذا غير البقية التي يبدو انها في الطريق!!
ان مخيلتي تدور على مسيرة المدربين حول فئة الشباب من هؤلاء المدربين فما اكثر ما يعانون من السباحة عكس التيار والنقص الكبير الذي يواجهونه في الامكانيات رغم ذخيرتهم الكبيرة من الحماس والوطنية والرغبة في تحقيق افضل درجات النجاح والتفوق.
يقول رائد المدربين الشباب عبدالله بن مشرف صاحب النتائج الرائعة لهذا الموسم والذي تحدث معي قبل عامين مبدياً رأيه عن المدربين الشباب بالتأكيد على ان ما ينقصهم هو الاحتكاك بالخبرات السابقة محلية وأجنبية الاطول باعاً في هذا المجال.. ولعلي ازيد على ذلك القول الذي لم تنسه الذاكرة رغم طول المدة واضيف بأنه يجب عدم نسيان ضرورة دعم الامكانيات وصقل مواهب هؤلاء المدربين والتي تنتظر (الفزعة) من كبار الملاك وضرورة ارسال هؤلاء الشباب المتحمس الى دورات خارجية او دعوتهم على اضعف الأيمان الى الاحتكاك مع المدربين الكبار او المحترفين الاجانب بالميدان السعودي ورغم ان هذه الاخيرة من احلام (سلوم) الا انها تحتاج الى مبادرة وما اكثر المبادرات التي مازالت حبيسة في ادراج المستقبل البعيد والبعيد جداً!
اخيرا ومع انقضاء سباقات الموسم والتي نودعها الليلة في لوحة هدايا بدر الفروسية الثمينة والتي نتمنى ان يطبق فيها مع الموسم المقبل نظام النقاط والرموز شأنها شأن الكؤوس الكبرى الاخرى وكذلك الكأس اليابانية التي تنحصر ما بين اللونين الازرق والأحمر.. اقول ما اصعب الخروج من المولد بلا غنايم ونحن نودع موسمنا الحالي بعد 32 اسبوعا ولعل مثل هذا الأمر يحتاج الى مراجعة الحسابات جيدا والتضحية والتشبث بالصبر واجزم ان الصبر أثمن ما تعلمناه من رياضتنا الحبيبة والتي ستدخل العام المقبل حقبة جديدة في مسيرتها حسب ما يتناهى الى مسامعنا. وكل موسم فروسي وأنتم بخير ونوماس.
المسار الأخير:
ما ننثني للنقص نتعب على الزود
|