السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لقد اطلعت على مقال الأخ عبدالله بن بخيت يوم السبت الموافق 3/2/1424ه العدد 11146 المعنون ب«حرب هؤلاء».
مقال غريب.. يتكلم فيه كاتب عن الحروب الدائرة في هذا الزمان، وكيف أن المسلمين طرف رئيسي فيها، بل إنه يرى أنهم هم من يشعل فتيلها؟! فما إن تنقضي حرب حتى تشتعل غيرها والعالم الإسلامي هو المسؤول عنها.. لأجل ذلك ليس من المعقول.. في نظره.. أن تبدل الحياة إيقاعها هذه الأيام بسبب حرب أمريكا على العراق!!
ولا يكتفي عند هذا القدر فهو يستغرب من مناضلة ومجاهدة المسلمين لأعدائهم ويطالبهم بالتبعية وعدم الاستقلال فيقول بأن الشيشان مثلاً ما ضرها لو بقيت في الاتحاد الروسي واستفادت مما عنده من خدمات؟ بل إن في ذلك فائدة لنا نحن المسلمين في جميع بقاع العالم حيث سنجد هذه الدولة العظمى تدعم قضايانا بدلاً من ترك الأمر لليهود. ثم يعود فيقول ما فائدة أمة مستقلة لا تملك سوى الفقر والجوع والجهل والخوف؟!
يا سبحان الله.. أتتهمنا بإشعال فتيل هذه الحروب؟!!! وتطالبنا بالانصياع والتبعية لهؤلاء الكفرة بسبب أننا أمة فقيرة جاهلة؟!!
إن وجود المسلمين طرف رئيسي في هذه الحروب تفسده رغبة هذا الغرب الطاغي بالقضاء على الإسلام واجتثاث أهله خوفاً على نفسه وتحقيقاً لرغباته، فهو عندما يريد أن يشن حرباً يخلق أكاذيب واتهامات أظنك الوحيد في عالمنا من يصدقها بدليل مقالك هذا وإلا فما الذنب الذي اقترفته العراق حتى تشن هذه الحرب الظالمة؟ وما المخالفة التي فعلتها باقي دول المنطقة والدول الإسلامية الأخرى حتى تهدد وتستفز بهذه الطريقة المرفوضة؟!
إن تغاضي أمريكا عن كوريا الشمالية مع اعترافها باقتنائها أسلحة نووية ليجعل نواياها وخططها مفضوحة، ولكن النائمين لا يريدون أن يستيقظوا.
ثم إني أرى أنك لا تفهم معنى الاستقلال، وإلا لما عبت علينا استقلالنا وفضلت تبعيتنا بسبب أمور يمكن إصلاحها.
إن أهم ما في استقلالنا هو حريتنا التي نعمل معها ما نشاء من أمور ديننا العظيم، فنفعل الخير ونأمر به ونجتنب الشر وننهى عنه، أي أن نعيش كما أراد الله لنا.
ثم لم تتمنى دعم الاتحاد الروسي لقضايانا، لم لا تسعى جاهداً لتطوير أمتك وإعادة ماضيها بدلاً من كلام لا يحمل ذرة نفع أو فائدة.
إنه يجب أن تعرف أن هذه الأمة التي يسودها الفقر والخوف كما تقول قد سادت العالم عندما كان أبناؤها رجالاً حقاً معتزين بدينهم متمسكين بعقيدتهم، وما إعجابك المتناهي بالحضارات الأخرى إلا سبب ضعفنا، مما يجعل الأعداء يتجرؤون علينا ويطمعون فينا.
في الختام أرجو من الكتاب ألا يكتبوا إلا ما فيه نفع لمجتمعهم وأمتهم، وأن يكونوا على قدر المسؤولية الموكلة إليهم.
شاكرة للجزيرة إتاحة الفرصة.
ريم بنت عبدالله الفراج
|