في الوقت الذي تقوم فيه القوتان العظمتان الولايات المتحدة وبريطانيا باستعراض عضلاتهما أمام البلد المضيف العراق وعلى أرضه وبين جمهوره وذلك في مهرجان اعتزال النظام الحالي الحاكم في العراق حيث تقام المباراة بين فريقي منتخب امريكا وبريطانيا أمام المضيف المنتخب العراقي حيث بادر الفريق الضيف بشن هجوم كاسح عن طريق الأطراف «الدبابات» وعن طريق الغزو الرأسي«صواريخ وقنابل توما هوك وكروز» على مرمى منتخب العراق، وكثيراً ما يقوم الفريق الضيف بقذف القنابل«الكرات» على الجماهير الرياضية في أرجاء الكثير من المدن «اقصد المدرجات» حيث كان الفريق العراقي يصد الهجوم الكاسح الذي يشنه المنتخب الضيف حتى انهار تماماً من جراء الضغط المتواصل عليه، وما أن ينتهي يوم«اقصد شوط» حتى يستأنف شوط آخر مليء بالمفاجآت والويلات على الفريق المضيف، بعدها يأتي قرار الإدارة التي تشرف على الحرب «اقصد المباراة» القاضي باحتساب الهدف الذهبي وذلك بإعطاء أوامر للقاذفة «بي- 52» بالإقلاع من لندن متجهةً إلى العراق، وبعد خمس ساعات «اقصد خمس دقائق» من الإقلاع تبدأ الاحتفالات بالهدف الذهبي«الأهداف السوداء» حيث ترجمت أم الثمانية محركات قنابلها العنقودية «أقصد الكرات اللولبية» ذات المفاجآت المأسوية والتي ينتج عنها بتر في أيدي وأرجل الأطفال الصغار وشطر الأجسام البشرية من الوسط وإطاحة الرؤوس من على الأكتاف وإجهاض الحوامل وإرغام الكهلة بالرضوخ أمام تمزيق تراثهم الذي صنع على أيدي رجال صنعوا تاريخ العراق وامجاده.
كل هذا عبارة عن ملخص مفاده انشغال العالم اجمع بالحرب التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق بدون سبب مقنع كما يقره الدين والعقل والمنطق، بجذب انتباهنا ومتابعتنا لها وتحليلنا وتلخيص ما حدث والتنبؤ بما سيحدث مستقبلاً ناسين ومتناسين الجرم الأكبر الذي يمارسه زعيم الإرهابين في العالم اجمع «أرييل شارون» بقمع الفلسطينيين الأبرياء الذين يحصدون خلف الكواليس بدبابات ومدرعات تقذف القنابل على النساء والأطفال والرجال وحتى الممتلكات.
إن الأعمال الانتقامية وقيام الكيان الصهيوني بتكثيف الهجوم الخارق وتدمير المنازل والمحلات التجارية والمساجد ما هو إلا استغلال لظروف الحرب على العراق ودور الإعلام المتخبط في نقل الوقائع لشعوب العالم على آخر التطورات في ساحة معركة الحواسم كي تسنح لشارون فرصة الدك والنسف والضرب والقصف بمزاج فائق العناية وعالي الكثافة حيث لا رقيب ولا حسيب عليه لمنعه من فعل ذلك.
هذا من أجل إتمام تنفيذ عملية المخطط الصهيوني الذي بدأ منذ الأربعينات ولايزال إلى يومنا هذا وسيستمر إلى ما شاء الله إن لم نترك جمل الشجب والاستنكار والاستياء والاحتجاج والقيام بالمظاهرات وحرق الاعلام الامريكية والإضراب عن الطعام وتكسير زجاج السيارات وغيرها من الاعمال الصبيانية، كل هذه العمليات لا تسمن ولا تغني من جوع إن لم نفكر وبشكل جدي في طريقة للتخلص من سرطان الأعصاب الصهيوني الذي بات يشكل كابوساً مخيفاً لمستقبل أجيالنا والذي لا تزال تديره أخطر الجماجم والعقول الصهيونية وبمقاييس شيطانية هل نستطيع إيقاف الزحف الصهيوني نحو الدول العربية أم نجلس في مقاعد مدرجات الجماهير لنرى ما الذي ستؤول إليه نتيجة المباراة بين الهلال والصليب..؟
056691225
|