Friday 18th april,2003 11159العدد الجمعة 16 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من مدائح البردوني من مدائح البردوني
سعد بن محمد الموينع / الرياض مدرسة حي السفارات الابتدائية

إنّ اختلاف وجهات نظر الكثير من الناس مع مبادئ ونظرة الشاعر عبدالله البردوني لا تجعلنا نهضم حق البردوني ونخفي إبداعاته ونجاحه في مجال كتابة الشعر وصياغة العبارة.
والحق يقال إنّ البردوني شاعرٌ مُجيدٌ للشعر العربي ومن أفضل الشعراء في وقته بغض النظر عن بعض القصائد الذي نخالفه في فكره وتصوره.
أنا لا أؤيدُ أن ينظرَ المتذوق لشعرِ الشاعرِ بنظرةٍ قاصرةٍ بمعنى أن يجحف في حق الشاعر والأديب بحيث يترك محاسن الشاعر لوجودِ بعض المساوئ التي ربما يكون صاحبها تراجع عنها في وقتٍ لاحق لمّا تبيّن له وقوعه في الخطأ ومجانبته للصواب وليس معنى هذا أنني لا أؤيدُ النقد بل النقد مطلوب ولكن بوجود الحكم العادل لا الجائر على المتعرض للنقد.
لقد أبدع البردوني في عدة قصائد ومن القصائد التي أعجبتني وأجاد فيها بحقٍ القصيدة التي مدح فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وعنوانها «فجر النبوة» وأذكر بعض أبياتها:


صُورُ الجَلالِ وزهوةُ الأمجادِ
سَكبتْ نمير الوحي في إنشادي
صورٌ من الأمس البعيدِ حَوافلٌ
بالذكرياتِ روائحٌ وغَوادي

وقال في هذه القصيدة:


نادى الرسولُ الى السَعادةِ والهنا
فصغتْ إليه حواضرٌ وبوادي
وتَصَاممت فئةُ الضلالةِ واعتدت
فأتى إليها كالأتي «1» العادي
واهتاجت الهيجا فأصبحت العِدا
خبراً من الماضي وطيف رقادِ
لا تُسكِت الأوغَادَ إلا وثبةٌ
ناريةُ غضبي على الأوغَادِ
ومِنْ القِتالِ دَناءةٌ وحشيةٌ
حمقى ومِنهُ عقيدةٌ ومبادي

الى أن قال:


والمُرسلُ الأسْمى يوزعُ جهده
في الحق بينَ هِدايةٍ وجِهاد
حتى بَنى للحق أرفعَ مِلةٍ
ترعى حقوق الجَمعِ والأفرادِ
وشريعةٍ يَمضي بها جيلٌ الى
جيلٍ وآزالٌ الى آبادِ
يا خير من شرعَ الحقوقَ وخير من
آوى اليتيمَ بأشفق الإسعادِ
يا مَن أتى بالسِلم والحُسنى ومن
حقنَ الدِما في العالم الجلادِ
أُهدي إليكَ ومنكَ فكرة شاعر
دَرسَ الرِجال فهامَ بالأمجَادِ

وكذلك أجاد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم في قصيدته «بُشرى النبوة» والتي قال في مطلعها:


بُشرى من الغيبِ ألقتْ من فَمِ الغارِ
وحياً وأفضت الى الدنيا بأسحارِ
بُشرى النّبوةِ طافتْ كالشذى سَحَراً
وأعلَنتْ في الرُبى ميلادَ أنوارِ
وشَقّتِ الصَمتَ والأنَسامُ تَحمِلها
تحتَ السَكينة مِنْ دَارٍ الى دارِ
وَهَدْهَدَتْ مَكةُ الوَسنى أناملها
وَهَزتِ الفَجرَ إيذَاناً بإسْفارِ
فأقبلَ الفَجرُ من خلفِ التِلالِ وفي
عينيه أسرار عشّاقٍ وسُمّارِ
وقال في هذه القصيدة:
يا صَاحبَ المبدأ الأعلى وهل حَملتْ
رسالة الحق إلا روحَ مُختَارِ
أعلى المبادئ ما صاغت لحاملها
من الهدى والضحايا نصب تذكارِ

الى أن قال:


أنا ابنُ أنصَارك الغُر الألى قذفوا
جيش الطُعاة بجيشٍ منك جَرارِ
تضافرتْ في الفِدا حوليك أنفسهم
كأنّهنّ قلاعٌ خَلفَ أسوارِ
نحن اليمانيين يا طه تطيرُ بنا
الى روابي العُلا أرواحُ أنصارِ
إذا تذكرت عَماراً و مبدأه
فافخر بنا إننا أحفادُ عَمّارِ
طه إليكَ صلاةُ الشعر ترفعُها
روحي وتعزِفُها أوتارِ قيثارِ

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved