ظاهرة تمزيق الكتب الدراسية بعد الانتهاء من الاختبارات سواء الفصلية او النهائية والحقيقة الامر يتضمن عدة نقاط منها:
الاول: عدم المبالاة بالكتب وماتحتويه من علوم.. اهمها الدينية من قرآن وحديث وتوحيد وفقه وانتهاء بالرياضيات والعلوم، فلماذا يحصل هذا؟ هل ان الطالب ليس لديه ثقافة عن الكتب واهميتها بما تحويه، ألم يحس بقيمتها الغذائية قبل قيمته النقدية؟ الم يسبق ان فقد احدهم كتاباً واشغل اباه حتى اشترى له بدلاً منه من المكتبة بذلك السعر المعلوم فعلم ان له قيمة نقدية، ألم يتعلم شيئاً من ادب الكتاب ومايجب على الطالب نحو كتابه فهو بمنزله المعلم والموجه والمربي فاذا كان الطالب في المرحلة الثانوية ويسيء التصرف بالكتاب او يهينه ويحتقره فيرمي به بالزبالة او الطرقات وربما في الحمامات غير عابئ بما يحويه.. على الاقل من اسماء وجمل يدخل فيها اسم الله او رسوله صلى الله عليه وسلم او ذكر القرآن او الحديث او التوحيد.. فماذا سيكون الوضع بالنسبة لطالب الابتدائي الذي يقل عن هذا عقلا وتفكيرا وادراكاً.
الثاني: اين الاهل اين الاب اين الام عن تصرفات هذا الابن؟ لم لا يقال عُدْ بكتابك من المدرسة بعد الامتحان على الاقل لتعطيه اخاك او ابن الجار او ابن العم ان نجحت فيه ليستفيد منه وبدلا من ان تبحث عنه في المكتبة فلا تجده فيما لو رسبت.
الثالث: اين المدرسة، مدرساً ومديراً ومشرفاً؟ اين هؤلاء عن تلك التصرفات المشينة وغير المقبولة فقد مضت سنة او سنوات وهؤلاء يهتمون بالكتاب ويطلبونه من الطالب لدرجة عدم تسليم الشهادة او النتيجة مالم يعد مالديه من الكتب ثم اهملت ولاشك ان اعادة الكتب اقل مافيها احترامها من الاهانات والنجاسات بخلاف فيما لو احتيجت لاعادة توزيعها حالما يحصل امر لتأخر تسليم الكتب الجديدة خاصة اذا لم يكن فيها تغيير وقد حصل.
والحقيقة انني كتبت عن هذا الموضوع منذ مدة ولكن هنا اقول واجزم لو ان المدرسة منحت درجة او درجتين على كل كتاب يعاد بحيث يكون درجة للكتاب والثانية لنظافته وكماله اجزم ان الطلاب سيحرصون اشد الحرس على حفظ الكتاب والمحافظة عليه نظيفا.
واقول لابنائي الطلاب صدقوني انني كنت أؤدي الامتحان وجلد كتابي لايحمل سوى اسمي فقط بل اغلفه ليستمر جديداً وناصعاً وكان مستواي افضل من الجيد جداً والحمدلله، ولم اذكر انني كتبت بداخله ولا حتى التعليق الضروري فكيف بابني الآن هذه الصفحة تحمل توقيعاته والاخرى ارقاماً والغازاً والثالثة صوراً ورسومات ورابعة خطوطاً لا اول لها ولا آخر تتقزز نفسي حينما اخذت الكتاب من ابني لاذاكر له فاراه على هذه الحالة، فلا اقل من ان يحافظ الطلاب على الكتاب كاملاً غير ممزق نظيفاً من الاضافات غير المفيدة.
اكرر يجب ان يعطى الطالب درجتان على اعادة الكتاب كاملاً نظيفاً.. اجزم لو فعل هذا لاستجاب 80% من الطلاب.
اما ان تفرض مبالغ على ولي الامر سواء كتأمين او كقيمة الامر غير صواب بل صعب جداً فهناك لايستطيع شراء قلم بأربعة ريالات فكيف بدفع قيمة «15» كتاباً او اكثر اذا ابتلي الاب بابن مهمل وغير مبال او معاند ومكابر.. وكذا عدم اعطاء النتيجة الا بإعادة الكتب قد تفضي الى مالا تحمد عقباه.
نقطة أخيرة
آخر ما يمكن ان نستفيده من اعادة الكتب بعد احترام ذكر الله ورسوله وصحابته، اعادة تصنيعها والابقاء على ربما ملايين الريالات ربما كانت ستذهب الى خارج البلاد لاستيراد مادة الورق وهذا لاشك عامل يصب في الاقتصاد الوطني، ولو كان قليلاً.
|