بعد سقوط نظام دكتاتور العراق صدام حسين وحزبه يتطلع كل عربي مخلص إلى عراق جديد يعيد للعراق العظيم مكانته في المجتمع الدولي، فهو بلد له تاريخ عريق وثقافة وثروات بشرية ومادية تؤهله أن يكون من اكثر الدول تقدماً في شتى المجالات. كل ما سبق أمر لا يختلف عليه أحد ولكن وقبل سقوط نظام بغداد سمعنا وقرأنا عن تشكيل حكومة عراقية جديدة تضم كل اطراف المعارضة العراقية وبطريقة ديمقراطية تضمن للشعب ما يطمح إليه في كل مناحي الحياة.
إلا أنه ورغم كل ذلك فإن البعض يشكك في حدوث ذلك في ظل ما يطرح من اختلاف واضح بين أغلب أحزاب المعارضة والتي كان ومازال بعضها يتبنى أفكار الطاغية صدام ولكن بطريقة محسنة واتخاذ جبروت وظلم صدام وسيلة للوصول إلى السلطة وبعد ذلك لكل حادث حديث. من يضمن للعراقيين ولجيران العراق انه لن تكون هناك حرب أهلية داخل العراق الهدف منها الوصول الى الحكم ويكون الحزب المعارض المنتصر حزباً آخر يتفرَّد بالسلطة ويملي على الآخرين مبادئه بالقوة والجبروت ولنا في تاريخ العراق الحديث عِبر كثيرة فمن عبدالكريم قاسم إلى عبدالرحمن عارف مروراً بأحمد حسن البكر وانتهاءً بصدام حسين الذين وصلوا إلى السلطة بدعوى التحرير والديمقراطية.
كل تلك الأنظمة لم تختلف عن بعضها في قمع الشعب وقتله وتعذيبه وتشريده وتهديد دول المنطقة واختلاق الذرائع لاحتلالها واعلان الحرب عليها مما جعل الجميع في منطقة الخليج لا يستبعد أي مغامرة ضده قادمة من العراق. من يضمن لدول وشعوب المنطقة أن أي نظام بديل لصدام لن يفعل الشيء نفسه. إن نبرة التهديد والتفاخر وجنون العظمة والنظرة الدونية للآخرين لا تزال واضحة في لغة بعض الأحزاب العراقية المعارضة. لذا وجب في هذه المرة الا ننساق وراء شعارات توحي بالوطنية وترفع شعار الديمقراطية ثم ينقلب الأمر لتصبح الشعارات وسيلة وليست غاية ويبدأ من جديد التهديد والوعيد لدول المنطقة وإثارة الفتنة بين الدول العربية. يجب على دول الخليج بالذات اتخاذ الحيطة والحذر في التعامل مع اي حكومة أو حزب يحكم العراق.
|