|
بعد غزو صدام لدولة الكويت ورفضه الانسحاب استجابة لطلب العقلاء والمعتدلين من حكام الأمة العربية والإسلامية وأصحاب الأصوات المسموعة ظهرت أصوات تطالب بأن يكون الحل عربياً وعدم تدخل أمريكا وغيرها من الدول الخارجية وقلنا لا بأس أخرجوا صدام وجنوده قالوا إن صدام يرفض الانسحاب، قلنا إذاً نأتي بدول تستطيع إخراجه قالوا يجب أن يكون الحل عربياً قلنا أخرجوا قالوا رفض فلا هم قادرون على إخراجه ولا هم موافقون على إحضار من يستطيع إخراجه وما زلنا على تلك الحالة وهم يؤيدونه حتى اغتر بهم صدام و بأقوالهم وراهن على عدم إرغامه على الخروج حتى وقعت الواقعة وخسرنا كعرب ما خسرنا بأسباب إصرار صدام على البقاء على احتلال دولة الكويت بفضل تشجيعه من قبل من لا يهتمون بمصلحة العراق ولا الأمة العربية كلها ثم أخيراً وسيكون آخرا إن شاء الله ما قام به صدام من بقاء بالحكم على الرغم من تحذيرات أمريكا وغيرها من الدول العربية والإسلامية وطلب الحكومات تنحية صدام لإبعاد الشعب العراقي عن شبح الحرب إلا أن طاغية العراق أصر على التشبث بالحكم على الرغم من التحذيرات و المطالبات التي تنصب جميعها في مصلحة الشعب العراقي ومصلحة صدام نفسه وكان آخرها ما اقترحه صاحب السمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد آل نهيان وما ذكره سمو وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ولكن تشجيع ومعارضة أمثال عبدالباري عطوان ممن لا يحسبون إلا لمصالحهم الشخصية جعلت هذا الطاغية يركب رأسه ويعتقد أن بقاءه مضمون طالما أن غثاء السيل ممن ينادون بمظاهراتهم بالروح بالدم نفديك يا صدام دون أن يعرفوا أنهم زجوا بصدام وشعب العراق إلى ما لا تحمد عقباه كما نرى اليوم.. كما ساهمت بعض القنوات الفضائية التي لا بد أن صدام يتحمل مصاريف استمرارها ساهمت إلى حد كبير في غرور صدام وزمرته وإصرارهم على الاستمرار بالحكم وتحميل الشعب العراقي قيمة فاتورة الحرب من الدولارات والأنفس والبنية التحتية مع ما صاحب ذلك من تأثيرات نفسية يصعب علاج بعضها لسنوات طويلة وكل ذلك مع زيادة تكاليفه ثمناً لتنحية هذا الطاغية ومما يزيد الطين بلة بعض ضيوف القنوات الفضائية المذكورة فيصفقون لذلك الدكتاتور ويدعون أنه رمز الأمة العربية ولا يعلمون أنهم بذلك قد أساءوا إلى جميع أفراد الشعب العراقي وساعدوا على تأخير تحريره من الظلم ولم يحسوا بما يحس به أي فرد في العراق حتى ولو رأيتهم أفراداً وجماعات يصفقون ويتراقصون لصدام فقد أجبروا على فعل ذلك بسبب فرق الموت والجواسيس المنتشرين في جميع أنحاء العراق بين المواطنين حتى أصبح الشقيق لا يأمن شقيقه خوفاً أن يكون من أولئك الجواسيس حتى وصل الأمر بالجميع أن يأتي بالحركات والأقوال المؤيدة لذلك الطاغية حتى ولو لم يكن هناك جواسيس لأن كلاً يعتقد أن للحيطان آذاناً على الرغم مما ما نراه من بؤس على الشعب العراقي حيث يظهر ذلك جلياً عندما ترى بأم عينك الهزال على ما يملكه العراقيون من مساكن قديمة آيلة للسقوط في عاصمة دولة هي من أغنى الدول البترولية وكما يتبين مما يملك الشعب العراقي من السيارات القديمة حيث لا بد أن النظام قد صرف الثروات على عصابته وتزييق ملامحه بواسطة الإعلام المأجور واقتناء أسلحة الدمار الشامل الذي يملكه النظام من عقود ولم يوجه إلا للشعوب الإسلامية والعربية بعد شعبه طبعاً ونحن عندما غمرتنا الفرحة ببداية الحرب كنا على حق لما يمثله هذا الطاغية من تهديد لجيرانه حيث لا يأمن جاره بوائقه كما سبق أن قلت ببيت من قصيدة لي وقت غزوه للكويت حيث قلت: |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |