|
إلى من اشتاقت نفسها للجنان، ورغبت بما أعد الرحمن.. إلى تلك الصائمة القائمة.. الفاضلة الصالحة.. إلى تلك المخلصة.. كم تمنيت وتمنيت اتمام العبارة ولكن مصداقية الحديث أبت إلا أن أترك ذلك الفراغ أما الكلمة المحذوفة فهي لم تحذف- وللأسف- من الورقة فحسب بل قد حذفت من قاموس كثير من فتياتنا الصالحات.. فقد تقوقعت على نفسها.. وانعزلت عن مجتمعها.. واكتفت بالمكوث على السجاد.. وقراءة القرآن والأوراد.. ولست هنا أقلل من قيمة ذلك أبدا والله ولكن كل عجبي أن قرآناً تتلوه يأمرها بالقيام.. بمخالطة الأنام.. لتعرف الصالح من الطالح وتلعب دورها في الإرشاد والتوجيه.. فما بين منكسر قلبه.. ومضيع لدربه.. وغافل عن ربه.. فالمنكسر يبحث عمن يجبره فلا يكاد يجد وحاله إما معصية علته.. أو هموم أعلته.. والضائع تائه في ظلمات الجهل والضلال ولم يلق ثمة موجه ناصح، أما الغافلون الذين نسوا ان امامهم قبراً مظلما.. وعذابا مقحما.. لم يجدوا من يذكرهم بذلك، وحجتنا خوف وتردد، خجل كاذب وحياء مذموم.. أفلا يدفعنا حال الأمة المبكي أن نكسر كل تلك الحواجز ونتغلب على أوهام الخوف فهي ليست بخوف حقيقي ولكني أخالها أوهاما من نسج الشيطان أحكم حنكتها وصنيعها.. أف أف.. ايعجز أحدنا عن إهداء شريط أو كتيب.. أنبخل بفكرة أو بابتكار نخدم به العمل الدعوي.. إن كان كذلك فالسفينة قاربت على الغرق إن لم نتدارك الأمر، وإن لم نتم العبارة السابقة فتكون إلى المخلصة العاملة.. وإنني لأتمنى ان تكون صفة ملازمة لكل من رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد- صلى الله عليه وسلم- نبيا رسولاً.. كما ينبغي أن تكون. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |