من أغلى ما تملك الأمة: الأبناء، ومن أجمل ما نستطيع أن نحب ونحترم هم فلذات الأكباد، ومن يحق لنا أن نبني عليهم آمال المستقبل المشرق هم هؤلاء الذين نمضي العمر طوله وعرضه لأجل تربيتهم، وتهيئتهم ليكونوا رجالاً ونساء يسيرون بالمجتمع نحو الخير، ويأخذون بيده نحو كل سؤدد ومجد.
لكل هذا تسابقت الأمة إلى تهيئة الأجواء التي تستطيع تكوين عناصر بمنتهى الفائدة والقوة لمجتمعها وأمتها ودولتها، ولعل المملكة قد حرصت على هذا التوجه المصيري في حياتها، ولكن الخصوصية تجلت بأن المملكة حرصت على أن يكون البناء فطرياً سليماً، بحيث يحمل الأبناء كتاب الله في أعناقهم وقلوبهم وروحهم، وبهذا لا يكون إلا النصر حليفاً لهم على الدوام إن شاء الله.
لقد هيأت بلادنا للأبناء كل وسائل الخير، وبقي الدور على هؤلاء الأبناء، وكما يقال «الكرة صارت في ملعبهم»، وها هي الآن المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لحفظ القرآن الكريم في دورتها الخامسة يشهد بتميزها وجودتها وقوتها ونوعيتها في الرياض، ها هي تفتح ذراعيها لهؤلاء الأبناء كي ينهلوا خير زاد من خير معين، إنها دعوة مفتوحة أتاحتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للطلاب كل الطلاب لحضور فعاليات هذه المسابقة الوطنية، التي ستنطلق في عاصمة النور غداً السبت، وذلك للاستماع والإفادة من جلسات المسابقة الصباحية والمسائية، والتي يتنافس فيها خيرة الحفظة لكتاب الله من كل أنحاء المملكة.
إنها الفرصة الذهبية التي على المدارس كلها أن تهتم بها، وبخاصة مدارس الرياض حكومية وأهلية، حيث تعقد المسابقة، وبالذات مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم بالمساجد، هذه الفرصة الذهبية التي لا ينبغي التهاون بها أو تفويتها على الإطلاق.
إن الجو الروحاني الجميل الذي تضفيه المسابقة على الرياض كلها، لهو مدعاة لنا لأن نشحذ هممنا وهمم أبنائنا لحضور هذه المائدة القرآنية التي يتحفنا بها ناشئة المملكة وشبابها.
|