لا تخفى مكانة الصدقة، كما لا يخفى أثرها والنصوص من الكتاب والسنة الداعية الى بذل الصدقة نصوص كثيرة يصعب حصرها في هذه العجالة، وما أود الحديث عنه هو دورنا تجاه ابنائنا ليكونوا من المتصدقين والمتصدقات بل ليكونوا مؤثرين على انفسهم ولو كان بهم خصاصة، فيطعمون الطعام لا زهداً فيه بل وهم ربما في أشد الحاجة، ويكسون الكساء لا لأنه قديم بل حباً في ادخال الفرحة على الفقير بما يقدمون اليه من لباس جديد يزهو به لا لباس قديم يعيّر به!!،
أجد أن ذلك الدور هو بناء شخصية الطفل منذ صغره وتأسيسها وفق عوامل عديدة منها القدوة فكم هو مؤثر أن يرى الطفل والديه كليهما أو أحدهما وهو يقدم صدقته وكذلك منها تعويد الطفل على أن يقوم بنفسه بتقديم الصدقة وتشجيعه على ذلك وحثه على أن يتعود على الإحسان الى الضعفاء والمساكين مع الحرص على ضرب الأمثلة على فضل الصدقة بأسلوب مبسط يفهمه الطفل حسب سني عمره ودرجة فهمه مع ربط ذلك بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة، وكذلك من المؤثر جداً وضع حصالة لكل طفل يضع فيها ما يوفره من مصروفه وحثه على بذله في سبيل الله صدقة منه على الفقراء والمساكين، مع الحرص على اطراء أكثر الاطفال صدقة وبذلاً وعطاء وحثهم جميعاً على التنافس في مضمار الصدقات والاحسان الى الفقراء، بقي أن أختم مقالي هذا مذكراً بأن العطاء صعب جداً على النفس التي لم تتربَ عليه وصدق الشاعر.
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه
(*) مدير العلاقات العامة والاعلام بالرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
|