* الرياض الجزيرة:
أجمع عدد من الأكاديميات والتربويات في قطاع التعليم وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم الخيرية أن المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن للبنين والبنات التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية حققت أهدافها في زيادة إقبال النساء والفتيات على حفظ كتاب الله وتجويده وتفسيره، وتحقيق المنافسة بين الأقسام النسائية بجمعيات التحفيظ في هذا الاتجاه الميمون.
وطالب عدد من الأكاديميات والتربويات بزيادة عمر المتقدمات للمسابقة إلى 40 سنة أو إلغاء شرط السن في بعض الفروع لمنح الفرصة لمن حفظن القرآن في وقت متأخر للاشتراك في المسابقة، كما طالبن بالتنسيق مع إدارة كليات البنات بشأن الترشيح للمسابقة وتفعيل حلق التحفيظ بمصليات هذه الكليات.
تقييم الطالبات
في البداية تقول الدكتورة طرفة بنت عبدالرحمن الغنام عميدة كلية الآداب بالرياض لا شك أن المسابقة فرصة عظيمة تدفع بالطالبة للارتباط بكتاب الله تلاوة وحفظاً وتجويداً وتفسيراً وهي في نفس الوقت أداة لتقييم استيعابهن، وتزكية روح التنافس الشريف بينهن.
ونقترح أن يتم تقييم طالبات الكليات من قبل إحدى الكليات، حيث يتوفر أعضاء هيئة تدريس بما يتيح الفرصة لأعضاء هيئات التدريس المشاركة في هذه المسابقة ناهيك عن إبعاد شبح الخوف عن الطالبات، وأن يتم منح الطالبات المشاركات مكافأة مالية تقديراً لهن وحافزاً لغيرهن في المشاركة.
تحفيز الناشئة
من جانبها تؤكد الدكتورة مها بنت محمد العجمي عميدة كلية التربية للبنات للأقسام الأدبية بمحافظة الأحساء، أن هذه المسابقة المباركة تؤتي أكلها في تحفيز الناشئة من أبنائنا وبناتنا على الإقبال على كتاب الله تعالى تلاوة وحفظاً وتجويداً وتفسيراً ونلمس ولله الحمد يوماً بعد يوم فضل هذه المسابقة في تهافت بناتنا حفظهن الله على المشاركة فيها وفي أي تنافس ييسر لهن حفظ كتاب الله تعالى كالالتحاق بمراكز تحفيظ القرآن الكريم الخيرية.
وتقترح الدكتورة مها أن تنتقل المسابقة من المحلية إلى العالمية حتى يعم نفعها الأمة الإسلامية قاطبة وتكون عاملاً من عوامل توحيد الأمة على كتاب الله تعالى في عصر كثرت فيه الرايات، وتداعت الأمم على أمة الإسلام كما تتداعى الأكلة على قصعتها كما تقترح عدم تحديد عمر معين للمتقدم للمسابقة لأن هناك فئات قد تحفظ القرآن كاملاً أو جزءاً منه بعد العمر المحدد فيفوتهم فرصة المشاركة في المسابقة لاسيما وأنه يوجد دارسون في دور تحفيظ القرآن الكريم التابعة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تفوق أعمارهم العمر المحدد في شروط المسابقة.
إذكاء روح التنافس
وتقول الدكتورة آمال مختار النحلة عميدة كلية التربية للبنات للأقسام الأدبية بجازان: إن جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم هي إحدى المساهمات الفعالة علمياً وعملياً في تشجيع الناشئة والشباب على حفظ كتاب الله ويدل على ذلك هذا لتجمع السنوي المبارك الذي نشاهده عبر وسائل الإعلام، وتتميز هذه الجائزة بأهمية موضوعاتها «تلاوة وحفظاً وتجويداً وتفسيراً» وتشجع على حفظ كتاب الله وإذكاء روح التنافس بين الحافظين مما سيسهم في إعلاء شأن الدين الإسلامي بما يعود بالنفع على المسلمين حاضراً ومستقبلاً إضافة إلى إبراز محاسن الدين الإسلامي الحنيف وتكوين جيل من الحافظين لكتاب الله، ومن مقترحاتنا أن تكون هذه المسابقة دولية أي تعم أرجاء الوطن الإسلامي.
مساهمة التلفزيون
أما الدكتورة ثريا حسن على عميدة كلية التربية للأقسام العلمية بحائل فتقول: إن لهذه المسابقة أثرها الفعال والواضح في تشجيع البنين والبنات للإقبال على كتاب الله تلاوة وحفظاً وتجويداً وتفسيراً أما بالنسبة للمقترحات لتطوير هذه المسابقة فأهمها الإعلان عنها في التلفزيون السعودي في وقت مبكر، وتوفير تكاليف السفر «التذاكر» للبنت وولي أمرها.
مقترحات قابلة للتطبيق
وترى الدكتورة نبوية بنت سالم القاضي رئيسة قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية للبنات للأقسام الأدبية بالمدينة المنورة أن أثر المسابقة في تحفيز البنين والبنات نحو الإقبال على كتاب الله تعالى تلاوة وحفظاً وتجويداً وتفسيراً واضح وملموس وهو أثر عظيم الأثر في تحفيز وتشجيع البنين والبنات نحو الإقبال على كتاب الله تلاوة وحفظاً وتجويداً وتفسيراً وهذا من باب المنافسة والمسابقة في الخير وتدعيم الصلة بين أبناء وبنات المسلمين وبين هذا المصدر الشريعي العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهناك عدة مقترحات من أجل تطوير هذه المسابقة وتعظيم فوائدها.
ومن هذه المقترحات: زيادة فروع المسابقة كما لو يخصص فرع لحفظ جزءين من كتاب الله تعالى وذلك لتشجيع المبتدئين والمبتدئات في حفظ كلام الله - عز وجل - وكذلك إضافة فرع لحفظ خمسة عشر جزءاً، وفرع آخر لحفظ خمسة وعشرين جزءاً من كتاب الله تعالى، على أن يتم تقسيم الحافز المادي المخصص للمسابقة على جميع الفروع الأساسية والمطلوب زيادتها.
وتضيف د. القاضي ويفيد أيضاً أن يعمم التفسير بقدر يسير على جميع الفروع «الثاني، الثالث، الرابع» بمقدار جزء واحد فقط، ونريد في الفرع «الرابع» جزءين كما هو - وذلك حتى تعم الفائدة المرجوة من حفظ كتاب الله تعالى وتلاوته لأن تفسير بعض الآيات يساعد على تثبيت الحفظ، كما يفيد عمل «وقت خاص» للطالبات المشتركات في هذه المسابقة على مدار السنة إلى وقت موعد المسابقة من خلال الكلية للحفظ والمراجعة، كذلك إقامة محاضرة أسبوعية أو شهرية من أجل تنمية الدافع الذاتي لحفظ القرآن الكريم والصبر على مشقة تعلمه بالإضافة إلى امكانية إضافة امتحان تحريري في مادة التجويد والتفسير بجانب الامتحان الشفوي في القرآن الكريم وهذا من شأنه أن يزيد من اهتمام الطالبات بمادة التجويد والتفسير.
التخوف من الالتحاق
وتقول رئيسة النشاط بكلية العلوم بالدمام الدكتورة أميرة العبدالعال فيما يتعلق بأثر المسابقات القرآنية في تحفيز البنين والبنات من أبناء الجامعات: نجد أنه على مستوى كلية العلوم أن الإقبال على الاشتراك بها يكون مقصوراً على فئة قليلة متمثلة بخريجات مدارس تحفيظ القرآن الكريم وقد يكون السبب في ذلك كبر الجزء المطلوب للدخول بالمسابقة على الرغم من أن هناك أعداداً كبيرة من طالبات كلية العلوم منتظمات في حلق تحفيظ القرآن في مصلى الكلية ومع ذلك يتخوفن بشكل واضح من الالتحاق بهذه المسابقة.
وتؤكد د. أميرة أن مسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لتحفيظ القرآن الكريم السنوية حققت الكبير من أهدافها ودورها في تنشئة جيل من البنات يقبل على كتاب الله حفظاً وتلاوة وتجويداً ويلتزم بهديه ونهجه وأحكامه، ونقترح لزيادة الفائدة إرسال مندوبة من وزارة الشؤون الإسلامية لكليات البنات تقوم بإلقاء محاضرة عن أهمية حفظ القرآن الكريم وتحفز الطالبات بشكل أو بآخر على الالتحاق بالمسابقة على أن يكون هذا بالتنسيق مع الكلية إلى جانب وجود تكثيف إعلامي للمسابقة وأن توضع خطة للحفظ في المصليات بالكليات بالتنسيق مع الجهة المختصة بحيث نحصل على طالبات حافظات للمستويات المختلفة للمسابقة أو يخصص مستوى يتمشى مع حفظ الطالبات مثلاً وربما يكون تسلسل المسابقة والتصفيات أحد العوائق التي تمنع طالباتنا من الالتحاق.
الجائزة أشعلت الحماس
من جانبها تقول مديرة إدارة الإشراف التربوي بتبوك الأستاذة حصة بنت إبراهيم القعير: لقد أدرك ولاة الأمر في بلادنا منذ وقت مبكر أن الاهتمام بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قراءة وحفظاً وتعلمياً هما السبيل الأقوم للنجاح والفلاح في الدنيا والآخرة.
ومن فضل الله علينا جميعاً أن ينال طلبة وطالبات القرآن في المدارس والحلقات والبيوت وفي كل مركز لتعليم القرآن اهتمام المسؤولين وتشجيعهم وما جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات إلا خير شاهد على الدعم السخي الذي يقدمه لتشجيع الناشئة من أبناء المملكة على حفظ كتاب الله الكريم، وتضيف أ. حصة القعير: ولا شك في أن هذه الجائزة قد أشعلت الحماس والتنافس بين صفوف البنين والبنات {$ّفٌي ذّلٌكّ فّلًيّتّنّافّسٌ پًمٍتّنّافٌسٍونّ}، واخترق صداها المناطق والقرى والمحافظات حتى وصل المدارس والبيوت والحلقات، فكم هو عظيم هذا الحدث الذي أثلج صدورنا عندما رأينا أعداداً هائلة من الطالبات تتدفق على حلق القرآن الكريم لتدارسه وتلاوته وحفظه، وقد عشنا ذلك الواقع ولمسناه من خلال إشرافنا على فعاليات الجائزة في منطقة تبوك - كيف لا والقرآن الكريم نهج ثابت فيه سعادة الدنيا وفلاح الآخرة - لقد أضحت هذه الجائزة ميداناً فسيحاً للتنافس على حفظ القرآن الكريم والإقبال عليه وتدبر معانيه والعمل بأحكامه، حقاً إنه عمل سخر لخدمة شباب وشابات هذا الوطن الغالي وهذا ليس بغريب على عطاءات سموه الخيرية.
الحديث عن الجائزة
أما عن مقترحات تطوير المسابقة فنرى: ضرورة تفعيلها بتعليم البنات بشكل أوسع من خلال التعميم على مدارس البنات بالمملكة بتخصيص حصة للحديث عن الجائزة وتعريف الطالبات بفضل تلاوة القرآن وحفظه والتعريف بأهمية الجائزة وأهدافها وتوزيع المطويات على الطالبات بشأن ذلك وكذلك من خلال الإذاعة المدرسية حيث تتناول السيرة الذاتية لراعي الجائزة وأهدافها وفروعها وقيمة الجائزة لكل فرع ويتم ذلك أيضاً من خلال حصص النشاط، كما أرى فتح باب المشاركة للجميع وعدم تحديدها بسن معينة والإعلان عنها من خلال وسائل الإعلام المختلفة قبل انطلاقة فعالياتها بوقت كاف على أن يتم تخصيص مبالغ نقدية من ميزانية إدارات التعليم بالمناطق لتكريم المتقدمات للتصفية النهائية على مستوى المنطقة.
أشرف ميدان
وتقول الأستاذة حصة المهنا مديرة إدارة الإشراف التربوي بالقصيم أن المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره هيأت فرص التنافس في أشرف ميدان خلال الدورات المتتابعة لها، حيث لفتت الأنظار إلى خير ما يتنافس عليه كما أنها أدامت التشجيع والتحفيز مع كل دورة للمشاركة على مستوى المدرسة والمدينة والمنطقة والمملكة لتحقق أهدافها في توجيه المزيد إلى رحاب القرآن الكريم لتلاوته وحفظه وجعله نبراساً يسيرون على هديه، ويحكمونه في حياتهم ليكونوا قدوة للآخرين.
فجمعت المسابقة بذلك بين نبل المقصد والتوفيق إلى خير طريق، فتجلت الآثار المباركة في تزايد المشاركين الذي أدى بدوره إلى العناية بالاتقان وحسن الأداء.
وتضيف حصة المهنا: وحرصاً على استمرار تعهد من انبرى للمشاركة في هذه المسابقة في دورة من دوراتها اقترح إيجاد حوافز إضافية لمن تتكرر مشاركتهم أو يستمرون في المشاركة، كما اقترح أن تميز هذه الفئة بمزايا تفيد عند الالتحاق بالكليات والجامعات كتخفيض نسب القبول، وكذا عند التقدم لوظيفة كإعطاء الأولوية لهم.
فتح المجال للجميع
أما الأستاذة رقية العلولا مديرة مكتب الإشراف التربوي بجنوب الرياض فتقول: إن إقامة المسابقة المحلية والدولية لحفظ كتاب الله ومن أبرز تلك المسابقات المحلية مسابقة جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره للبنين والبنات ولا شك أن هذه المسابقة كان لها أثر في تحفيز الفتيات على الإقبال على كتاب الله إلا أن هناك أولاً بعض المقترحات نأمل تحقيقها لتعظيم الفائدة، منها عدم قصر المسابقة على الفتيات السعوديات وإتاحة الفرصة لجميع الجنسيات للاشتراك في المسابقة فالهدف سام وهو حفظ كتاب الله وتحفيز الفتيات لذلك بغض النظر كون المتسابقة سعودية أو لا.
كذلك الإعلان عن المسابقة والدعاية لها بشكل منظم وجذاب في الصحف المحلية والمجلات والتلفاز والإذاعة لكي يتم التفاعل معها بشكل إيجابي ليتم الاستعداد لها في وقت مبكر وتكريم جميع المشاركات في المسابقة سواء تم ترشحهن للمرحلة النهائية أم لا وسواء فُزن أم لم يفزن ذلك لتحفيزهن في الأعوام القادمة حتى لو كان هذا التكريم ببطاقة شكر مقدمة من الوزارة مع هدية بسيطة فهذا له أثر عظيم في نفس الطالبة وولي أمرها.
التشجيع على المراجعة
أما الأميرة جواهر بنت عبدالله بن مساعد آل سعود مديرة إدارة الإشراف التربوي بمنطقة الحدود الشمالية فتقول: لا يخفى على أحد ما لجائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز من أثر طيب في تحفيز البنين والبنات في الإقبال على كتاب الله تلاوة وحفظاً وتجويداً وتفسيراً فهي تشجع الحافظ على المراجعة ولكن نود أن يكون لها دور أكبر في تشجيع من لم يحفظ وذلك بتكوين مراكز في المناطق تابعة للجائزة تتولى تحفيظ القرآن من خمسة أجزاء إلى حفظه كاملاً.
تكثيف الدعاية والإعلام
في حين ترى الأستاذة جميع بنت محمد رزيق مديرة القسم النسائي بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجازان ان هذه المسابقة لها أثر كبير في تحفيز البنات نحو الإقبال على كتاب الله حفظاً وتجويداً وتفسيراً، ويمكن لتعظيم الفائدة تكثيف الدعاية والإعلام عنها، وإعطاء مكافآت تشجيعية لمعلمي البنين والبنات، لتحفيز المعلمين والمعلمات السعوديين في تنشئة حافظين وحافظات من أبناء الوطن.
تمديد عمر المتسابقة
وتقول الأستاذة محاسن بنت حمودة آل أحمد رئيسة القسم النسوي بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة مكة المكرمة: ان مقترحاتنا لتطوير هذه المسابقة أن يمدد عمر الفتيات المشاركات في المسابقة إلى الأربعين عاماً، حيث ان الكثيرات ممن تعدين الثلاثين يرغبن المشاركة في المسابقة ويحول شرط السن دون ذلك.
|