ظهر فجأة وحول العالم إلى رعب ربما يفوق الرعب الذي شاهدناه في غزو العراق إنه المرض الرئوي الغامض «سارس» الذي ولد في آسيا قبل شهرين وانتشر بسرعة فائقة في العديد من دول العالم مخلفاً وراءه مئات الضحايا!!
كل بلاد العالم احتاطت له واتخذت الإجراءات الاحترازية بعدم دخوله إليها إلا نحن نتفرج ونكتفي بالأخبار الواردة عبر القنوات الفضائية غير مكترثين بخطورة المرض ولعل اللوم هنا يقع على الجهات الحكومية التي يفترض أن تجند كل الوسائل وتتخذ كافة الاحتياطات لمنعه من دخول بلادنا وأخذ نصيبه من ضحايا جدد يضافون إلى الضحايا الآخرين من دول العالم!
لقد تحملنا في الأيام الماضية حزنا كثيراً على ما آل إليه العراق وفجعنا بالضحايا الأبرياء وهم يسقطون وعانينا كثيراً مع فصل الربيع المزعج الذي حول بيوتنا إلى أمراض زكام وحساسية وتعب في العيون وآلام في الصدر ولسنا الآن بحاجة لأن يزورنا السيد «سارس» ليزيد همومنا هموما ويضيف إلى آلامنا آلاما!!
يا سادة إنني أكتب هنا بروح وطنية وبخوف لا يوازيه أي خوف آخر فهذا المرض اللعين فترة حضانته عشرة أيام فقط وبعدها الرحيل إلى العالم الآخر!!
لقد عجز الأطباء عن فك طلاسم «سارس» وفشلوا حتى اللحظة للوصول إلى علاج يقضي عليه وبالتالي فإن هذا المرض الغامض سيقوى عوده ويشتد بأسه وسينتقل مع المسافرين إلى أي مكان!!
وأخشى ما أخشى أن يتسلل الالتهاب الرئوي القاتل سارس إلى بلادنا مع القادمين إلينا من الشرق حيث موطنه في آسيا وما أكثر اتصالنا وعلاقتنا بآسيا وأهلها!!
إني أتساءل هنا هل وزارة الصحة قد اتخذت إجراءاتها واحترازاتها تجاه المرض الفتاك وهل عملت على طمأنة المواطنين وسلامتهم ووفرت الوقاية أو العلاج لأي حالة تحدث عندنا لا سمح الله وهل «الخطوط السعودية» التي تقوم بعشرات الرحلات الأسبوعية إلى موطن المرض قد احترزت من «سارس» وأجرت التحاليل الطبية على المسافرين القادمين إلى المملكة قبيل ركوبهم الطائرات وهل إدارة الاستقدام قد منعت ولو مؤقتاً قدوم الآسيويين في هذه الفترة إلينا؟! وهل وهل وهل..؟!
إنها تساؤلات عديدة موجهة للجهات المعنية لوضع الاحتياطات اللازمة لسلامة وطننا ومواطنينا بعد عناية الله سبحانه وتعالى أتمنى الإجابة عليها فالخوف كل الخوف أن تنقل إحدى الخادمات القادمات إلينا من آسيا المرض وتقدمه هدية لأهل بيت من بيوتنا وهنا تقع الفأس في الرأس وتكون الكارثة
حفظ الله مجتمعنا من كل مكروه.
|