* بغداد من ادموند بلير رويترز:
عاد السياسي العراقي الموالي لأمريكا احمد جلبي الى العاصمة بغداد يوم الاربعاء في اول زيارة له للمدينة منذ الاطاحة بالملكية عام 1958 وتشمل خططه التنسيق مع اربعة زعماء معارضة آخرين لتشكيل ما يعرف باسم مجلس القيادة في العراق.
وقال المستشار صعب سيثنا الذي سافر مع جلبي في موكبه من مدينة الناصرية الجنوبية «خططنا هي اقامة وجود لنا هنا وانشاء مكتب وبدء العمل نحو اعادة بناء الديمقراطية والمجتمع المدني في العراق».
وقال سيثنا الذي كان يتحدث بالهاتف عبر الاقمار الصناعية «خطته الاولى هي الذهاب لرؤية بيته القديم ثم بدء بناء الديمقراطية في العراق».
وكان جلبي وهو زعيم المؤتمرالوطني العراقي اول سياسي منفي كبير يصل بغداد منذ انهيار حكومة صدام حسين الاسبوع الماضي.
وقال سيثنا ان جلبي سيبدأ قريباً مقابلة العراقيين ومنهم رجال اعمال وزعماء دينيون وقادة اجتماعيون.
واضاف قوله ان جلبي سينسق انشطته مع جاي جارنر الجنرال الامريكي المتقاعد الذي يقود الجهود لإعادة إعمار العراق ومع السلطات الامريكية.
وسئل سيثنا كم من الوقت سيبقى جلبي في العراق فقال «ما قاله هو انه عاد الى الوطن ليبقى»، وقال بيان صدر عن المؤتمر الوطني العراقي في لندن ان جلبي وزعماء اربع جماعات سياسية اخرى سيلتقون في بغداد في اقرب وقت ممكن بوصفهم مجلس القيادة العراقي.
ومجلس الخمسة الذي يمكن توسيعه ليضم عراقيين عاشوا في ظل صدام مستقل نسبياً عن الولايات المتحدة ويشمل الجماعة الشيعية الرئيسية التي ترفض التعاون مع القوات الامريكية.
وقال مصدر في المؤتمر الوطني العراقي ان اجتماع بغداد سيكون مكملاً لعملية التشاور التي بدأت في الناصرية يوم الثلاثاء تحت اشراف الولايات المتحدة.
غير ان الخلاف الرئيسي هو مشاركة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يبدو انه يحظى بتأييد واسع بين الشيعة في جنوب البلاد.
واعضاء المجلس هم جلبي وممثل المجلس الاسلامي الاعلى عبد العزيز حكيم واياد علوي من جماعة الوفاق الوطني العراقي ورئيسا الجماعتين الكرديتين الرئيسيتين مسعود البرزاني وجلال طالباني.
وكان الجيش الامريكي احضر جلبي الى الناصرية منذ عشرة ايام واعطاه بداية قوية افضل من المنفيين الآخرين الذين يحاولون اقامة قاعدة نفوذ لهم بين الشيعة في الجنوب بعد سنوات من القمع البعثي في عهد صدام.
غير ان جلبي سأل هل يعتزم اداء دور سياسي في العراق فنقل عنه قوله لصحيفة لوفيجارو الفرنسية في وقت سابق من هذا الاسبوع «لا على الإطلاق، لست مرشحاً لأي منصب».
تربى جلبي في المنزل الذي اصبح الآن سفارة الهند في حي الاعظمية بشمال بغداد، وبعد مغادرته العراق عام 1958 عاش في الخارج وقضى معظم وقته في لبنان والاردن وبريطانيا.
وقال سيثنا ان جلبي ليس لديه خطط فورية للمطالبة باستعادة المبنى الذي صادرته الحكومة بعد ثورة 1958، وقال «عراقيون كثيرون سيتقدمون بمطالبات بممتلكات ويجب ان تكون عملية منظمة».
وقال المؤتمر الوطني العراقي ان جلبي وهو شيعي من عائلة بارزة تلقى ترحيباً حاراً في الناصرية غير ان تقارير اخرى توحي بأن المجلس الاعلي للثورة الاسلامية قد يكون له تأييد أوسع بين سكان الجنوب.
ويقول محللون ان المستقبل السياسي للعراق يتوقف الى حد كبير على نتائج المنافسة للفوز بتأييد الشيعة الذين يؤلفون اكثر من نصف سكان البلاد.
|