بريطانيا تدعو إلى تسوية الخلافات بين الحلفاء
أوروبا تضغط على أمريكا لتأكيد دور الأمم المتحدة في العراق

  * اثينا الوكالات:
قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان بيانا مشتركا صاغته فرنسا وبريطانيا وألمانيا وأسبانيا وهي دول الاتحاد الاوروبي الممثلة حاليا في مجلس الامن سيدعو إلى اضطلاع الامم المتحدة بدور أساسي في عراق ما بعد الحرب. وقال شيرك للصحفيين في قمة للاتحاد الاوروبي في أثينا «إن الامم المتحدة هي الجهاز الوحيد الذي يتمتع بالكفاءة والشرعية لإنهاء الازمة». يذكر أن الولايات المتحدة غير راغبة في قيام الامم المتحدة بدور رئيسي في عراق ما بعد الحرب. لكن الدبلوماسيين ذكروا أن الحكومات الاوروبية ستواصل الضغط لإقناع واشنطن بموقفها. وقال الدبلوماسيون إن من المتوقع أن يؤكد مشروع البيان الخاص بالعراق على الحاجة لأن يكون للامم المتحدة دور في إقامة إدارة مؤقتة في العراق. وأن يكون لها دور بعد ذلك في تشكيل حكومة تمثل جميع العراقيين. كما أن البيان سيحمل وعدا بمساهمة الاتحاد الاوروبي في إعادة بناء العراق وإن لم يكن من المتوقع تحديد مبالغ في البيان. وقال الدبلوماسيون إن بريطانيا وفرنسا وأسبانيا وألمانيا تأمل في الحصول على الموافقة على مقترحاتها من جانب جميع دول الاتحاد الاوروبي الخمس عشرة.
وقال شيراك إن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في العراق مسؤولة عن ضمان الامن والقانون والنظام فوراً في البلاد. وصرحت متحدثة باسم البنتاجون بأن القوات الامريكية ستكثف دورياتها في بغداد لحفظ النظام وأدت أعمال السلب والنهب عقب انهيار نظام صدام حسين إلى تخريب المتاحف والمستشفيات. وقالت المتحدثة باسم البنتاجون توري كلارك «إن قواتنا تحمي البنية التحتية الرئيسية في بغداد .. سنزيد دورياتنا في المدينة لتوفير الامن». وكان ما يصل الى 22 من المدنيين العراقيين قتلوا في ظل حالة من الفوضى في مدينة الموصل الشمالية برصاص الجنود الامريكيين.
هذا وقد اعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في ختام سلسلة محادثات مع نظرائه الاوروبيين في اثينا ان بلاده ترغب خصوصا في توفير «مناخ جديد» داخل الاتحاد الاوروبي بعد الانقسامات التي حصلت حول العراق.
وقلل سترو في الوقت نفسه من اهمية الاعلان المشترك للاتحاد الاوروبي حول العراق على هامش مؤتمر اوروبي حول توسيع الاتحاد.
وقال بعد لقاءات عقدها مع وزراء خارجية فرنسا والمانيا واسبانيا وروسيا وبلغاريا «ان اللقاءات اليوم كانت مهمة لتوفير مناخ جديد».
واضاف «نحن لا نبحث عن اتفاق. ما نتمناه وما نفكر فيه هو تغيير المناخ».
واوضح «نحاول تحاشي البدء بالسعي الى صياغة نصوص لان ذلك سيقودنا الى وضع العربة امام الحصان اننا نتقدم خطوة خطوة».
واعرب سترو عن امله ايضا في «العمل بشكل جماعي داخل الاتحاد الاوروبي (حول العراق) ومع امم متحدة تقوم بدور حيوي ولكن يجب ان يتم هذا عبر شراكة مع التحالف ومع الشعب العراقي».
وانضمت اسبانيا وبريطانيا البلدان الاوروبيان اللذان كانا الاشد دعما للولايات المتحدة الى المانيا وفرنسا الاكثر معارضة للحرب بين اعضاء الاتحادالاوروبي لتقديم اعلان يدعو الامم المتحدة الى لعب دور «مهم» في عراق ما بعد الحرب.
ويدعو مشروع الاعلان الذي قدمته هذه البلدان الاربعة ايضا الى مشاركة المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في عملية اعادة اعمار العراق.