تدعي بعض وسائل الإعلام أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن 70% من الشعب الأمريكي يؤيدون الحرب التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق، وإذا سلمنا بصحة هذا - فإن وسائل الاعلام التي تورد هذا الرقم لا تفسر ولا توضح للمشاهد العربي لماذا.. لماذا يؤيد بعض أفراد الشعب الأمريكي الحرب على العراق؟
وضمن محاولة تفسير هذا الأمر هناك عدة عوامل صنعت هذا الاتجاه أهمها:
أولاً : تشير الدراسات أن المواطن الأمريكي العادي مواطن غير مثقف بمعنى أنه يكتفي بالاطلاع على الصحف اليومية ومشاهدة بعض قنواته الفضائية المفضلة، ولا يبذل جهداً أكبر في سبيل التعرف على الآخر وثقافته وأفكاره ومعاناته خصوصاً الآخر العربي.
ثانياً: ان المواطن الأمريكي ضحية لسيطرة وسائل الاعلام المعادية للعرب خاصة منها التي يديرها اللوبي الصهيوني المعادي، حيث يصور هذا الإعلام العرب وكأنهم وحوش كاسرة أو مخلوقات تنتمي إلى ما قبل الحضارة، ويصور دينهم على أنه ضرب من الوثنية، وفي نفس الوقت لا يوجد اعلام مواز ينصف العرب ويبين حقيقة دينهم وما يحمله من قيم نبيلة.
ثالثاً: سيطرة النزعة المادية وتكريس الدولة لمفاهيم الربح والمادة ومشاركة المواطنين في هذه المنظومة القادرة على احتوائهم اقتصادياً جعل منهم مؤيدين لمصالحهم في الحرب.
رابعاً: تآكل المشروعية الدولية وما يترتب عليها من انهيار أخلاقي أفسح المجال واسعاً لخطاب المصلحة الأمريكية الضيق جداً الذي يدعي أنه يتولى حماية مصالح أحفاد الأحفاد بعد مئات السنين، وما يجب أن يتوفر لهم من امكانيات لدى امبراطوريتهم الضخمة..حتى لو كان الثمن ابادة شعب بالحصار والتجويع والتقتيل تحت شعارات الحرية الزائفة.
ولا يبقى لنا بعد هذا إلا أن نقول «كم من الجرائم ترتكب باسمك أيتها الحرية».
|