رحم الله صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته، شعر سكان امارة مكة المكرمة وكأن الفقيد لم يكن أميراً لمكة المكرمة فحسب بل هو فقيد كل بيت فيها فعندما بلغني خبر وفاته استرجعت بذاكرتي يوم لقائنا في قصر سموه في جدة نحن ومجموعة من الاستاذات من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، رتبت لنا اللقاء معه زميلتنا صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت منصور بن عبدالعزيز الاستاذ المساعد بقسم التاريخ ودخلنا القصر بصحبتها.
وكانت في استقبالنا مرحبةً بنا صاحبة السمو الأميرة أمل بنت ماجد شعرنا لأول لحظة اننا نزور أسرة وليس أمير المنطقة الذي يقابل شعبه لقضاء حاجاته.
وبعد ان جلسنا دخل صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله المجلس ليشعرنا ايضاً اننا في ضيافة صاحب البيت حتى دون ان يضع العقال وليس الحاكم وحال دخوله تبسم ورحب بنا وحادثنا واستمع لمطالبنا، فقد قلنا له البعثات للطالبات متوقفة الآن ونطلب منك رجاءً ان نبدأ بفتح مجالات الدراسة لنا في التخصص في مرحلة الماجستير في الجامعة، فالموضوع يحتاج دعماً لنا خاصة وان العميد وهو من رجال جامعة الذين تفخر بهم الدكتور الفاضل حمد العرينان، جزاه الله خيراً كان يعضدنا ويساندنا في مطالبنا في تلك الفترة، حقيقة كان حديث سموه مطمئناً أثلج صدورنا وتناقش معنا وأثني كثيراً على سمو خلق معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر وعلى مجهوداته كرجل وصفه بالنزاهة في كل كلمة، ثم وعدنا بكل ما يرضينا فعلاً وطلب منا كتابة معروض له وطلبنا الإذن بالخروج فوقف رحمه الله من مجلسه ووقفنا في انتظار خروجه، لكنه التفت لنا وقال لنا بلغة انجليزية راقية وبعبارة تدل على التقدير Ladies Frist النساء أولاً.
وفعلاً خرجنا وظل الموقف يختزن في ذاكرتنا صورة لم تنمح مع الأيام من مجلسه. وكلما تذكرت تلك الأيام تداعت لأذهاننا مواقف الرجل الأمير رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.. وعزاؤنا للجميع وللأسرة المالكة.
www.drlailazazoe.com
|