* إعداد: عبدالواحد الحميد
ضيفنا لهذا الأسبوع هو الأستاذ زبير عمر، والأستاذ زبير شاب مسلم باكستاني يعمل مدرسا للغة الانجليزية هنا في منطقة الجوف، وباختصار فالأستاذ زبير شاب مسلم مثقف ولد عام 1939م في مدينة باريلي بالهند، هاجر إلى الباكستان وهو في العاشرة من عمره.. والأستاذ زبير يقول: لا تقل لي مساء الخير ولكن قل السلام عليكم كما جاء في سنة رسول الله!!
قلت:
* هل من الممكن ان نعرف شيئاً عن حياتكم؟
ليس هناك أشياء مهمة في حياتي إلا انني كنت أشعر منذ الصغر بحب جارف للمطالعة، وعندما انهيت الثانوية كنت دوماً اتساءل: لماذا أنا موجود؟ وكما قلت لك فقد كنت كلفا بالمطالعة، لهذا فقد انصرفت إلى مطالعة جميع ما يقع في يدي من كتب، وعندما كان عمري 14 سنة قرأت كتب «نياز فتح بوري» وهو كاتب ملحد، وكان ذا أسلوب ممتع لذا فقد تأثرت في بداية حياتي كما تأثر كثير من الشباب بأفكاره، وكان نياز صديقاً لوالدي، فوالدي لم يكن متدينا، لهذا فقد كنت على اتصال دائم بنياز فتح بوري، ثم اني انصرفت إلى مطالعة مؤلفات محمد اقبال وكنت انسجم مع أشعاره إلا انني لم أكن لأفهم كتاباته النثرية لهذا فقد تحولت إلى مؤلفات أبي الأعلى المودودي، بما فيها رده على نياز فتح بوري وكان رداً مفحماً، وأشهد بأنها كانت النبراس وذلك لأن المودودي يبرهن على كل شيء ثم ان اسلوبه بسيط واستدلالاته قوية.. وهنا شعرت بأن هدف الحياة هو فهم الدين على أسس حديثة كما في كتب المودودي.. وكنت طوال حياتي أعشق الأدب وانسجم في مطالعة ومناقشة قضاياه.
* هل لي إذن ان أعرف قصتك مع الأدب؟
كما قلت لك فإني من عشاق الأدب، وبعدما اخذت البكالوريوس بدأت اكتب المقالات الأدبية في لغتي «الأوردو» وأول مقال كتبته هو «العقل والعاطفة في اشعار محمد اقبال» قبل حوالي 15 سنة، وكانت هناك حركة تجديد أدبية في الهند والباكستان اعقبت انتهاء الاستعمار، وكانت هذه الحركة متأثرة في الأفكار الشيوعية وعلى أساس كتب المودودي عرفت ان هذه الحركة على خطأ في أفكارها وان الإسلام وحده هو الهادي. وفي المقابل كانت هناك حركة تجديد إسلامية وكنت من أنصارها، وقد سبق وان ترأست تحرير جريدة الكلية.
كذلك فإني كنت من جماعة التحرير لمدة عام ونصف في جريدة أدبية تصدر في بلدي واسمها «جام جم» وكنت محبا للأدب الغربي لأني رأيت ان الأدب الشرقي متأثر جداً به، لهذا فقد اشتقت لدراسة اللغة الإنجليزية لأنني استطيع بالانجليزية من جامعة السند في الباكستان، وأصبحت محاضراً في بلدي عام 62، وظللت أدرس الأدب واللغة الإنجليزية لمدة خمس سنوات حتى عام 67.
وخلال تلك الفترة كنت أشارك في الندوات الأدبية في حيدر أباد وسكو، والتي كانت تطبع وتذاع، كما استمررت في الكتابة في الجرائد، وفي عام 67 سافرت إلى لندن.
* حدثنا عن حياتك في لندن:
في لندن قمت بتدريس الإنجليزية لطلاب الثانوي بمدرسة قديمة في شرق لندن، وحاضرت خلال عطلة الصيف 68م في اكسفورد لمدة شهرين للطلاب القادمين من الخارج، كذلك فقد درست في هذه الجامعة الكبيرة وفزت منها على شهادة، وكان تخصصي في «الأدب الانجليزي في القرن السابع عشر»، وفي الكمبرج اخذت شهادة صغيرة عن «شعراء الميتافيزيقيا» وكانت تلك الأيام من أمتع أيام حياتي، شاهدت خلالها مكتبة انجلترا عرفت الوسيلة التي استعمرت فيها الشعوب وهي العلم الكامن في جامعاتها لا جيوشها، وخلال وجودي ببريطانيا درست الكثير من العمال الغرباء، وكان الصحفيون يتقاطرون على أماكن التدريس فقد كانوا يرحبون جدا بأن يتعلم العمال الغرباء لغتهم وللمرة الثانية عرفت انهم يستعمرون العالم بأن يجعلوهم يتعلمون لغتهم وحضارتهم.
* هل نفهم من هذا انك لا ترحب بأن نتعلم الإنجليزية؟
كلا.. بل من الضروري ان تتعلم اللغات المهمة في العالم، ولكن يجب ان نفرق بين اللغة والأفكار.. كما يجب ان نتعلم الانجليزية لأهدافنا فكل العلوم الحديثة موجودة باللغة الانجليزية، والأوروبيون درسوا العربية في اسبانيا واستعملوا اكتشافاتنا لاغراضهم.
* بعد وصولك إلى السعودية ما هي انطباعاتك عن شبابها؟؟
لقد كنت متشوقاً لزيارة السعودية، وجميع بلاد المسلمين لأنني اريد أن أعرف سر نكبة المسلمين! والشيء الذي أعجبني في شباب السعودية هو انهم لم يتأثروا بحضارة الغرب من ناحية العادات والتقاليد واللباس، وطلاب هذه البلاد أذكياء في مجموعهم إلا ان الضعف الوحيد لدى بعضهم هو الكسل.
* مع بداية العطلة الصيفية، تتوافر أمام الطلاب الأوقات الفارغة، فكيف نقضي على الفراغ؟؟
بواسطة أمرين: القراءة لأن الشهادات وحدها لا تفيد، والسفر لمعرفة أحوال الناس.
وهنا ودعت هذا الأستاذ الكريم على حديثه الشيق وشكرته باسم عالم الشباب ورجوت له كل تقدم وتوفيق.
|