Wednesday 16th april,2003 11157العدد الاربعاء 14 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

شن حرب على سوريا لا مبرر له .. ! شن حرب على سوريا لا مبرر له .. !

** لم يفق العالم من هول الصدمة والغموض الذي بات يكتنف الوضع العراقي حتى أطلت أزمة جديدة مماثلة مسرحها سوريا هذه المرة، لتشكل بذلك مادة دسمة لصحافة العالم، التي تناولت الحدث واصفة إياه بأنه يعكس انفتاح الشهية الأمريكية جراء نشوة النصر في العراق. فالصحف الأمريكية سلطت الأضواء على تهديدات واشنطون لسوريا واتهامها بحيازة أسلحة الدمار الشامل، وإيواء الإرهابيين، وتسهيل عبور المسؤولين العراقيين الفارين إلى أراضيها. وأن ذلك ناتج عن صمت العالم تجاه ما جرى للعراق. أما الصحافة الروسية فقد ركزت اهتمامها حول مصير
كريستيان ساينس مونتيور
لاتزال الصحيفة تولي اهتماما كبيرا بما يجري في العراق سواء الاوضاع فيما بعد الحرب او تصفية جيوب المقاومة المختلفة.
فتحت عنوان «الولايات المتحدة الواثقة ترسل اشارات متشددة» كتب بيتر جرير قائلاً ان الاطاحة السريعة بنظام صدام حسين دفع الرئيس الامريكي جورج بوش لاتخاذ موقف متشدد وصلب تجاه خصومه وانه اصبحت الحرب هي في المقدمة على اي عمل دبلوماسي آخر.
وتابع ان التهديدات الامريكية طالت سوريا التي جرى اتهامها بشكل مباشر بايواء فلول النظام العراقي وارهابيين وامتلاك اسلحة دمار شامل «كيماوية وبيولوجية» وغيرها من الاتهامات التي اثارت حفيظة دول العالم فطالبت واشنطن بالتروي والهدوء فيما تقوله حتى لا تخرج الامور عن نطاقها.
واشار الى ان كوريا الشمالية هي الاخرى اصبحت محل اتهامات وتصريحات متشددة من قبل الخارجية الامريكية.
واختتم الكاتب مقاله بالاشارة الى ان دمشق او طهران ربما تكون المحطة الثانية التي سيحط بها قطار الحرب الامريكي، غير ان هذا قد يتأخر نوعا ما لعدة اسباب منها حالة الاجهاد التي نالت من الجنود الامريكيين بجانب قرب الانتخابات الرئاسية الامريكية التي تحتاج الى جهود مكثفة من قبل المرشحين وخاصة بوش الذي رغب في الفوز بفترة رئاسية ثانية، وثالثاً حالة الرفض الدولي الرسمي والشعبي.
وفي جانب آخر اشارت الصحيفة الى ان المقاتلين الموالين لصدام حسين لايزالون يشكلون تهديداً في بغداد وقالت ان بعض عناصر فدائيي صدام لن يجعلوا السلام ممكنا في بغداد وسيعملون على نشر الذعر وعدم الاستقرار، خاصة وانهم مدربون جيدا ومسلحون بشكل متميز.
كما ذكرت الصحيفة ان بعض علماء الدين العراقيين ومنهم الشيخ علي جبور امام مسجد شاكر العبود دعا المواطنين وخاصة اتباعه الى وقف عمليات السرقة والنهب.
واشارت الى ان الشيخ وقف في اعلى منارة المسجد وتحدث عبر الميكرفون وطالب بضرورة بذل الجهد للحد من هذه الاعمال التي تتعارض مع قيم الاسلام ومبادئه.
لوس انجيلوس تايمز
اكدت الصحيفة ان الادارة الامريكية صعدت لهجتها الحادة ضد سوريا واتهمتها بايواء عناصر من اركان النظام فضلاً عن تزويد بغداد خلال الحرب بمعدات عسكرية وقالت ان هناك عقوبات من المنتظر فرضها على دمشق.
ونقلت عن مسئولين عسكريين القول بأنهم يتوقعون ان يكون هناك استمرار في المعارك المتقطعة لمدة عام او يزيد على الاكثر من قبل بعض العناصر الموالية للرئيس المخلوع صدام حسين وبعض الانتحاريين العرب.
وقالت في موضع آخر ان المسلمين السنة والشيعة في بغداد يعملون سويا من اجل استقرار الاوضاع واعادة الامن وتوزيع المياه فضلا عن الرعاية الطبية للمرضى والمصابين بعيدا عن اي مسائل عقائدية.
وتحدثت الصحيفة عن سقوط مدينة تكريت آخر المعاقل الحصينة وقالت ان قتالا بسيطا دار حول وداخل المدينة لكن سرعان ما انسحب المقاتلون واستسلموا وسلموا المدينة بعد تدخل كبار رجال العشائر.
يو.اس.ايه توداي
كان المانشيت الرئيسي للصحيفة «بدء خطة ما بعد صدام» وقالت انه بدأت امس الثلاثاء اول سلسلة من الاجتماعات داخل العراق من اجل تشكيل حكومة مؤقتة خلال عدة اسابيع لتتولى حكم العراق، لكن الصحيفة قالت انه قبل بدء هذه الاجتماعات غطت حالة من عدم الاتفاق بين هذه الاطراف وهي خلافات بعضها عرقي وعشائري وديني.
وقالت ان المبعوث الخاص للبيت الابيض زالماي خليل زاد ومعه الجنرال المتقاعد جاي جارنز وممثلين عن التحالف الامريكي البريطاني يلتقون نحو 60 شخصية عراقية لهذا الغرض.
واشارت تحت عنوان «انتهاء المعركة الكبرى في العراق» الى انه بسقوط تكريت تكون المعركة الكبرى قد انتهت، وجاء الوقت لتقوم قوات التحالف بالعمل على نشر الهدوء في المدن العراقية المختلفة.
ونشرت تحذيرا لبعض الخبراء السياسيين قالوا فيه ان ادخال الاصلاحات السياسية والاقتصادية في العراق لا يجب ان يتم بصورة سريعة، انما بما يتماشى مع طبيعة البلد وعاداته وسلوكياته حتى لا تنقلب الامور الى فوضى.
نيويورك تايمز
وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي ان هناك سببا للاعتقاد بأن سوريا ارسلت معدات عسكرية ومنفذي عمليات انتحارية محتملين إلى العراق لمواجهة القوات الامريكية فضلا عن اقتناع المسئولين الامريكيين بأن سوريا سمحت لكبار معاوني صدام حسين بالهروب عبر حدودها.
واضافت انه في الوقت الذي تبدأ فيه الولايات المتحدة في ممارسة دورها الجديد واقامة حكومة جديدة في العراق فانه سيتعين عليها ان تحدد كيفية التعامل مع العديد من الجيران المعادين بدءا من سوريا.
ان بشار الاسد الذي تولى السلطة بعد وفاة والده في عام 2000 كان ينظر اليه في البداية على انه اكثر تقدما وعقلانية من والده ولكنه اخفق في تلبية تلك التوقعات.
لقد عرض التعاون ضد القاعدة في اعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر ولكنه ايضا اثار مشاعر مناهضة للامريكان والاسرائيليين لتصل مستويات عالية جديدة بينما لم يفعل شيئا لتحسين الاقتصاد السوري او النظام السياسي.
وذكرت ان اكبر ما يثير قلق القوات الامريكية في العراق هو تعرضها لتفجيرات انتحارية وحرب عصابات مما قد يصيب جهود استقرار البلاد بالشلل.
وزعمت ان سوريا ساعدت في التخطيط لمثل هذا الكابوس للاسرائيليين في لبنان في الثمانينات من خلال تمويل وتسليح الجماعات وفضلا عن ذلك فانها اعطت منذ فترة طويلة ملاذا لجماعات ارهابية مناهضة لاسرائيل مثل جماعة الجهاد الفلسطينية.. فضلا عن انها ربما كانت تملك برنامجا نشطا للاسلحة الكيماوية.
غير أنها عادت لتقول ان شن حرب على سوريا امر لا مبرر له.. اذ ان الولايات المتحدة مشغولة تماما في العراق.
والاكثر اهمية ان واشنطن لن يكون امامها الا مواجهة اسوأ التوقعات من العالم العربي اذا ما تبنت الآن نهجا عسكريا حيال اية دولة في المنطقة لا تروقها.. ولكن قد يكون من الممكن اللجوء الى التهديد بفرض عقوبات دبلوماسية او اقتصادية لتشجيع دمشق على اعادة النظر في سياساتها العدائية في اعقاب انهيار صدام حسين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved