مدللاً بالأرقام
المهدرات من الكراسات
عبدالرحمن حمد السنيدي(*)

نهدر في حياتنا العامة الكثير من الأشياء نتهاون بها ولا نحسب لها حساباً وربما لا نفطن إليها أصلاً. ولو أننا تعاملنا معها بطريقة إحصائية رقمية لهالتنا ضخامتها ولتولد عندنا تجاهها إحساس جديد. ومعلوم أن على رأس قائمة مهدراتنا الوقت! ولكننا سنضرب مثالاً غير الوقت. إنها الكراسات (الدفاتر) المدرسية التي يكتب فيها أبناؤنا؛ فمنذ سنوات وأنا انظر إلى دفاتر أبنائي وبناتي فأرى أنهم يكتبون في صفحة ويتركون صفحة فارغة!! وإذا سألتهم لماذا لا يكتبون في كل الصفحات!؟ لم أجد منهم جواباً واضحاً ولا تبريراً مقنعاً. ولكنهم يقولون كل الفصل مثلنا.!! وأخبرهم أننا حينما كنا ندرس مثلهم نكتب في كل الصفحات وكل الأسطر من الصفحة الأولى حتى الأخيرة وربما كتبنا في غلاف الكراسات!! فيعلقون على كلامي ويضحكون.!. وإذا كانت هذه الظاهرة «الكتابة في صفحة وترك اخرى» عامة وأعتقد أنها كذلك.! فإن طلابنا يهدرون نصف كراساتهم!! ولو قرأنا هذه الظاهرة بلغة الأرقام لكان الآتي: سنفترض معدلاً لما يستهلكه كل طالب (من الجنسين) عشرون (20) كراسة في العام الدراسي الواحد.
وهذه الكراسات من فئة (50)ورقة فقط.
وسنقول بأن معدل الطلاب في المراحل الدراسية عدا المراحل الجامعية أي الابتدائي والمتوسط والثانوي في مملكتنا الغالية هو مليون طالب (000 1000)، من الجنسين.
ومعنى هذا أن كل طالب يهدر في العام الدراسي (10) عشرة كراسات ذلك لأنه لا يكتب إلاّ في نصف المعدل الذي افترضناه له وهو عشرون كراسة. هذا عدا التمزيق واللخبطة والشخبطة والكتابة على سطر وترك سطر فكل هذا غير داخل في الحساب.
إذاً 10 كراسات 1000000= 10000000عشرة ملايين كراسة يهدرها طلابنا في العام الدراسي الواحد وهنا تتجلى صراحة أو فداحة الأرقام؟!. أما بلغة الدراهم، وهي لغة قريبة إلى فهم الكثير من الناس؛ فإذا قلنا إن ثمن الدفتر الواحد نصف ريال فقط فستكون الخسارة (5000000) خمسة ملايين في العام الواحد!!. وماذا لو ضربنا هذه النتائج المذهلة في خمسة أعوام أو في عشرة !!؟.