لا أشك ولو للحظة واحدة بأن العين حق كما أخبر من لاينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام: «لو كان شيء سبق القدر لسبقته العين».
بل أعلم حالات كثيرة عانت بسبب العين.
والعين قد تصيب من قريب أو حبيب كما قد لا تصيب من عدو متربص، وفي السنة النبوية المطهرة ما يرشدنا إلى اتقاء هذا الخطر المجهول وليس المقام هنا مقام ذكر هذه الحافظات «بحفظ الله» من العين. إن مقالتي هذه قصدت بها الإشارة إلى ان فشل الإنسان في حياته العملية والعلمية بل ربما في حياته العاطفية لايجب ان يربط بهذا السبب «العين» فالإنسان غير المنظم عندما يفشل في تجارته فالسبب واضح انه بسبب هذه الفوضى والطالب المهمل لدروسه إذا رسب فهو بسبب هذا الإهمال والمرأة أو الرجل غير المبالي بمشاعر الطرف الآخر إذا تفارقا فهو بسبب هذه العاطفة الباردة. ومما تجب الإشارة إليه خطر هذه الأوهام على الفرد وعلى الأمة أجمع فليس من المعقول ان تكون العين سبباً في تردد الإنسان في اتخاذ قرار ما عازيا هذا التردد إلى عين أصابته وإلا لجاز لنا ان نقول إن العين تعمل عمل «الصرف» الذي هو نوع من أنواع السحر.إن الأمة أفرادا وجماعات يجب عليهم ان يكونوا محيطين بالأسباب والمسببات عند اتخاذ قراراتهم مستعينين بالله أولا ثم بالمعطيات المتوافرة عند اتخاذ قرار ما قبولا أو رفضاً. كما لايفوتني الإشارة إلى ان عدم الجدية في الأمور وإعطاء الأمر حقه دراسة وتمحيصاً سبب أساسي في حدوث هذا الاضطراب وهذه النظرية أو قل الرأي ينسحب على كافة شؤوننا الحياتية بدءاً من العاطفية مروراً بالعلمية وانتهاء بالعملية. إنها دعوة إلى عدم تحميل فشلنا للعين دون النظر إلى المسببات.. وإنها دعوة إليها وإليه.. إلى هؤلاء الذين يتقاعسون ويسوفون حتى إذا فاتهم قطار الرحلة التي يتمنونها قالوا أصابتنا عين فلان أو فلانة.. إنها دعوة إلى وضع الأمور في نصابها وألا تكون العين شماعة نعلق عليها فشلنا وتقاعسنا وتسويفنا.. ألا ترون معي ان الوقت لم يعد وقت التسويف والتأجيل والانتظار..؟ ألا ترون ان العصر.. عصر الجد والاجتهاد وان لا مكان للمتثاقلين والمسوفين بل والمنظرين؟
خاتمة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) )مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2)وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) )وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) } .
|