لماذا الحربُ ما دُمتُم حيارى
وما دامَ السلامُ لكم خيارَا
لماذا الحربُ.. أسألُ من أغَارُوا
لماذا يقتلُ العاتي صِغارا
وكيف تُحرِّرُ الغاراتُ شَعباً
تصبُّ القاذفاتُ عليه نارَا
بدت نيرانُها والقًصفُ أعمى
يزيدُ من الظلامِ إذا أنارا
فما في العُنفِ والإجحاف عطفٌ
وما الإعمارُ أن تَبني دَمارَا
وزَرعُ الموتِ لا يُغني بشعبٍ
فمن يَجني جَماجِمَهُ ثمارَا
كفى.. «دارُ السلامِ» توَدُّ سِلماً
كفى «بغداد» كم خَاضَت غِمارا
يُريدُ المسلمون بها سلاماً
كفى حرباً ويكفيها حصارا
وأحفظُ عن «وليِّ العهدِ» قَولاً
ف«عبدالله» كرَّرَهُ مِرَارَا
بأن السلمَ ينبعُ من عقولٍ
وليس من المدافع لا ضِرارا
وما سفكُ الدماءِ سوى انهزامٍ
لدى الشُّجعانِ إن أخذوا قرارَا
فليس النصرٌ بالطغيانِ مَن ذا..
يُسَمِّي البغي والبطش انتصارا
ألا تَخلو الحضارة من وُحوشٍ
فَتَفترسَ الأحِبَّةَ والديارا
بإنسانية العصر التمسنا
لشرع الغاب إن غاب اعتذرا
ويا أهل العراقِ نُحِسُّ حُزناً
لكُم رَبٌّ هوَ الحامي أجَارا
نُحِسُّ فنحنُ جيرانٌ وأهلٌ
ولن يؤذي السٌّعوديون جَارا
ولكن من يقولُ لنا اصطبارا
قفوا فالله أكبرُ إن رأيتُم
بقدرِ الضَّيمِ مَن جاروا كِبارا
هوَ الجبَّارُ أهلكَ كُلَّ عاتٍ
ويَبلو المؤمنين به اختبارا
وفي تاريخكُمْ عِبَرٌ تَوالت
وآياتٌ لِمَن شاءَ اعِتبارا