فتحت الاتهامات الأمريكية ضد سوريا أبواب الجحيم على هذه الدولة العربية، ليدلي كل من يحمل أحقاداً عليها بما يستطيع من ادعاءات، وتصدرت إسرائيل ركب الحاقدين والمتشفين فانضمت إلى حملة الاتهامات بكل ما تملك من رصيد هائل من الأكاذيب والادعاءات والافتراءات استعانت بها طوال سنوات احتلالها أرض فلسطين.
وحتى استراليا قالت كلمتها في هذه الحملة ضد سوريا.
وبينما تتحدث الاتهامات الأمريكية عن وجود أسلحة كيماوية لدى سوريا، فإن واشنطن تتجاهل التهديدات الحقيقية التي تمثلها إسرائيل على كامل دول المنطقة، كما تتجاهل امتلاكها السلاح النووي وهي الدولة التي تحتل أراضي الدول العربية كما أنها وراء الأسباب الرئيسية لعدم الاستقرار بالمنطقة.
ولن تغير الحملة الأمريكية من حقائق الأشياء بالمنطقة وهي بالتالي لن تُسهم في المساعدة لإرساء السلام طالما أنها تنحاز إلى إسرائيل بينما تهاجم الدولة التي أظهرت التزاماً شديداً بالسلام.
وبعد حرب العراق التي عارضتها معظم دول العالم، فإن التلويح بالقوة تجاه دولة عربية أخرى يعني ان الحديث عن السلام لا يزال أمراً بعيد المنال وأن الأرجح أن المنطقة تنزلق إلى عقود من التوتر، فالوضع لم يستقر بعد في العراق وهناك تُذُر اضطرابات تلوح في الأفق بين الجماعات العرقية المختلفة في العراق.
ان الانسياق وراء الأجندة الإسرائيلية يعني أن الدول الكبرى تقصر رؤيتها للمنطقة وفقاً للمنظور الإسرائيلي الذي لا يتوافق مع سعي كل دول المنطقة للسلام الحقيقي العادل والشامل وهو ما يتناقض مع أهداف إسرائيل في السلام التي تتركز على الاحتفاظ بأراضي العرب وفي ذات الوقت الحصول على السلام.
تماثل الرؤى الأمريكية والإسرائيلية يفترض أن على دمشق وعلى غيرها فك ارتباطها بالمنظمات الفلسطينية واللبنانية التي تحارب إسرائيل من أجل تحرير الأراضي الفلسطينية واللبنانية وهذا يعني الانسلاخ من كامل الصف العربي والاندماج في الحالة الإسرائيلية الظالمة، وهو أمر لا يتفق مع خيارات أي دولة تسعى لتعزيز سيادتها والانحياز إلى محيطها الحيوي الذي يتناغم مع أهدافها ويسعى لمصلحتها.
إن سوريا لن تعمل لمصلحة إسرائيل مهما اشتدت الضغوط، فإسرائيل أولاً وقبل كل شيء تحتل أراضي سورية فضلاً عن أراضٍ عربية أخرى.
|