طرحت قبل سنوات.. فكرة الأولوية في التوظيف ورأيت أن تعتمد اعتماداً كلياً على الأهلية الوظيفية وشدة الحاجة ومستوى الدخل الأسري..
إن ابن الوزير أو الشخص الكبير يجد وظيفته قد أُعدت له قبل التخرج.. وهو يذهب للعمل لتزجية الوقت..
بينما يحمل أبناء الكادحين ملفاتهم العلاقة شهوراً بحثاً عن وظيفة..
وناشدت وزير العمل والشؤون الاجتماعية الاهتمام بهذا الموضوع وهي أول الطرق الناجعة للقضاء على الفقر وفق ما نادى به سمو ولي العهد - -حفظه الله - وأحسب أن مسؤولية مشتركة يجب أن تتحمل أعباءها وزارتا الخدمة المدنية والعمل والشؤون الاجتماعية حيال هذه المشكلة الجسيمة..
فقلة الفرص الوظيفية قد تكون أمراً نقول إن جهاتٍ عديدة مسؤولة عنه..
لكن توظيف الفقراء والكادحين والذين هم أكثر احتياجاً لفرصة عمل شريف تستر عليهم وعلى أبنائهم وتحفظ لهم كرامتهم من التسول هو مطلب ملحٌّ ولا بدَّ من السعي لتحقيقه ولا بدَّ من تعاضد المجتمع والهيئات والمؤسسات سواء كانت الحكومية أو القطاع الخاص في سبيل إنفاذه..
لقد أذهلني البريد.. وبكيت كثيراً وأنا أقرأ رسائل تقطر حزناً من ضيق الحال وندرة فرص العمل..
ويكفي ما قاله الشاب العنزي «أبو محمد» أنه أعيق فجأة فدرس مساءً والتحق بالمعهد المهني نهاراً وتخرج بتفوق في كلا المجالين وهو تعب واجتهد رغم إعاقته من أجل أن يعمل ويشعر أنه إنسان طبيعي يؤدي واجباته تجاه أسرته ومجتمعه.
ولكنه فوجئ بأن المكافأة على تعبه واجتهاده هي مجرد نظرات شفقة تنغرس في جسده وقلبه كلما أعاد طلبه على مدير..
ويسأل: ألا يخشى أولئك الذين يخفون في أدراجهم أرقام الوظائف من ذات الاعاقة التي أقعدتني فجأة؟..
.. لا عليك يا أبا محمد.. إن لنا وطن خير يفيء على أبنائه ويلتفت لهم في الوقت المناسب وطالما بدأ الأمير عبدالله - حفظه الله - بمحاربة الفقر فالخط سيختفي من بلادنا ولن نجده فضلاً عن أن نجد من هو أسفله.
11671/الرياض: 84338
|