Wednesday 16th april,2003 11157العدد الاربعاء 14 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يارا يارا
من عبدالناصر إلى الفضائيات
عبدالله بن بخيت

لا أعرف كم هي الأموال السعودية التي وظفت في الفضائيات والصناعة الإعلامية ولكني أعرف أنها الأضخم في العالم العربي. فالأموال السعودية تسيطر على أكبر شبكات التلفزة (اوربت، أم بي سي، أي آر تي) ويقال أيضا ان قنوات الهنك والرنك اللبنانية هي في الواقع ممتلكات سعودية مندسة بين الفساتين اللبنانية. كما تمتلك الأموال السعودية أكبر صحيفتين عربيتين ورغم هذا الاستثمار الهائل في هذه الصناعة الخطيرة إلا أن الحضور السعودي في هذه الوسائل الإعلامية يكاد يكون صفراً على الشمال. لا تسمع اللهجة السعودية إلا في التحليل الرياضي أو في أبواب وبرامج الفتاوى الدينية. ففي الحرب الأخيرة، كمثال بسيط لم نشاهد محللا سياسيا سعوديا ولم نشاهد محللا عسكريا سعوديا فضلاً عن أن يكون هناك مراسل سعودي من قلب الحدث. حتى في برامج ما يطلبه المستمعون لا تسمع الصوت السعودي إلا على الجانب الآخر عبر التليفون يهدي الأغنية لحصة ومنيرة وعبير.
من الواضح بعد عشر سنوات وأكثر أن الاستثمارات السعودية في هذه القنوات مكرسة تماماً لجني الأرباح، فالسعودي والسعودية مجرد جيب يدفع فلوسا ويجب أن يبقى كذلك دائماً، ففي السنوات العشر الأخيرة تغيرت مفاهيم وقامت ممالك وغابت ممالك وتغيرت مواقف البشر ما عدا الموقف العربي من السعودية، بل بالعكس كرست هذه القنوات هذا الاتجاه، فهذه المجموعات الفضائية همشت الصوت السعودي وكرست المفهوم الذي حاول محمد حسنين هيكل الترويج له فيما سماه (دول الأطراف ودول المركز)، فالقنوات الفضائية المملوكة سعودياً إما أن تكون تحت سيطرة المصريين وإما تحت سيطرة اللبنانيين. وإذا كان هناك إضافات عربية فستكون من كل الدول العربية )بما في ذلك جيبوتي) مع تغييب شبه متعمد للعنصر السعودي كما أن كل ما تبث هذه القنوات يخالف أبسط المبادىء التي تسير عليها السعودية أو تروج لها. في الوقت الذي هي في الأساس موجهة للمشاهد السعودي.
لم تسع أي من هذه القنوات والمجموعات الإعلامية إلى توظيف سعوديين ضمن كوادرها، أو على الأقل أن تفرض خط الاعتدال في النظر إلى سياسة السعودية في مجريات الأحداث العربية أو أضعف الإيمان المساهمة في نقل الحقيقة عن السعودية وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن السعودية التي تشكلت في ذهن العرب في فترة الستينيات، فقد بنت هذه القنوات استراتيجيتها الإعلامية وفقاً للمفهوم الناصري (الأطراف والمركز) الرجعية والتقدمية، أي أن السعودية حسب السائد في هذه القنوات لا تملك ما تقدمه سوى النفط.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved