|
فأصبحت الدرعية مأوى للبُوم، يتجاوب فيها الصدى، مؤذنة أن هذه الدنيا متى ما أضحكت في يومها أبكت غداً، ينشدهم لسان الحال:
ويجيب عنهم في ذلك المقال:
ومما قاله ابن بشر في معرض حديثه عن أحداث الدرعية: وقد أرخها بعض الاخوان من أهل سدير، وهو محمد بن عمر الفاخري فقال:
أبرز الشعراء: ومهما يكن الأمر فإن من أبرز شعراء الجزيرة العربية الذين تناولوا أخبار الدرعية، وبكوها في شعرهم: أحمد بن علي بن مُشرَّف « -1285هـ» وعبدالعزيز بن حمد بن ناصر بن معمر «1203 - 1244هـ»، وعبدالرحمن بن حسن آل الشيخ «1193 - 1285هـ»، وعبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ «1225 -1293هـ»، ومحمد بن أحمد الحفظي «1176 -1237هـ» وأحمد بن علي بن أحمد دُعيج، «1190 - 1268هـ» وغيرهم من أمثالهم، أو ممن شاركوا بشعر عامي ملحون، فالحق أن شعر أولئك وافر غير قليل، أما ابن مُشرَّف فله في بكاء الدرعية قصيدة يتيمة واحدة، بكى فيها سقوط هذه البلدة، وما حل بأهلها من البلاء، وطالعها: أَلَيْلُ غَشَا الدنيا أمِ الأفقُ مُسودُّ أمِ الفِتنةُ الظلماءُ قد أقبلتْ تعدو ويظهر أن هذه القصيدة قيلت في زمن متقدم من عمر الشاعر، إذا قال في شأنه أحد الباحثين المعاصرين: «ويبدو أنه أدرك وهو شاب كارثة الدرعية عام 1223هـ/1818م لأن له شعراً فيها. ابن معمر: يكاد ابن معمر يفوق معاصريه في وفرة شعره الذي أنشأه في بكاء الدرعية، فضلاً عن وضوح تجربته وصدقها، فقد ظل يحمل هموم هذا البلاء مذ شهِدَ وقوعهُ بهذه المدينة، وحتى أدركه الموت، حيث رأى الفاجعة، ورحل مغترباً من بعدها، إذ ظل يشده الحنين إلى وطنه، وينتابه إلى ذكر اخوانه الذين فرقهم الزمان، وأخرجهم الأعداء، مما أوجد له شعراً وافراً غير يسير، وقد وصفه ابن بشر بأنه: كان أديباً.. له أشعار رائعة لاسيما في أهل الدرعية فإن له فيهم قصائد منها القصيدة الطنانة التي رثاهم بها وذكر ما جرى لهم وعليهم ومن قصيدته الطنانة المشهورة نختار الأبيات التالية:
ولم يقتصر شعر ابن معمر على هذه القصيدة وحسب، وإنما عرف له العدد من القصائد الذاتية الأخرى التي قيلت بعد نكبة الدرعية، ومنها قصيدته العينية الأخرى. ومن شعره أيضاً قصيدته اللامية التي أنشأها: «وهو في البحرين بعد نكبة الدرعية» ومنها قوله:
ويدرك الناظر في هذا النتاج الأدبي والحديث للدكتور أبو داهش الذي حفل بهموم الشاعر وآلامه، انه قيل بدافع ذاتي حزين، وأنه قد انتظم حياة الشاعر منذ أفجعه حادث الدرعية، مروراً بغربته، وتنقله في البلاد، لا يشده إلى ذكرياته القديمة، وأيامه الخالية سوى هاجس الذكرى، وداعي الألم، فأتت تجاربه متفاوتة، إذ كان حينما نظم قصيدته الأولى يشهد الواقع المؤلم، والموقف الحزين، مما جعل تلك القصيدة تفوق بقية المصادر لمعظم أبياتها.ومع ذلك يمكن القول بأن هذا الشعر بعامَّةٍ يمثل مستوى الأدب حينذاك، ويظهر منزلته، وبخاصة في ميداني أسلوب التعبير، والدلالة اللغوية. عبدالرحمن آل الشيخ فأما عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ فيعتقد أن مقامه في مصر مغترباً منفياً قد أسعفه بشيء من النتاج الشعري، وبخاصة مع صديقه ابن معمر الذي تعوَّد مكاتبته ومراسلته، فلقد أشار الأخير إلى ذلك في شعره، إذ كان لابن الشيخ - كما وصفه أحد المؤرخين - «الباع الطويل في الأصول وفي الأدب والتاريخ والشعر»، وأما ابنه عبداللطيف آل الشيخ فهو:« أجود آل الشيخ شعراً»، وهو الذي يقول فيه عبدالله الحامد:«أما ما وصل إلى الأيدي من شعره، فأوله الرائية المشهورة التي جاوب بها عبدالعزيز بن طوق، ويتحدث الرجلان عن النكبات التي منيت بها الدعوة اثر سقوط الدرعية كما يعرض عبداللطيف الحالة السياسية للبلاد عرضاً لا يوجد في غير هذه القصيدة، وتتجاوز السبعين بيتاً، ومطلعها:
ومنها:
أحمد الحفيظي أما محمد بن أحمد الحفظي فقد نظم في هذا الشأن شيئاً من الشعر، ولكنه لم يظهر فيه واقع الدرعية عند نكبتها، وإنما عدَّ سقوطها من بوادر الفتن، التي بليت بها الجزيرة العربية حينذاك، وامتحن بها الإسلام وأهله، ويتحقق هذا القول في قصيدته التي يقول في طالعها:
وقد قدم محمد بن إبراهيم الحفظي لهذه القصيدة في مجموعة «نفحات من عسير» بقوله بأن جده محمد بن أحمد الحفظي قد: «قدم يصور نقمة المواطنين الأحرار على حكم «الترك» الذي ثقل وطؤه على صدر الأمة العربية، وتفجرت نقمته بهذه القصيدة سنة «1233هـ». أحمد بن دعيج وأما أحمد بن علي بن دعيج فقد نظم: «أرجوزة طويلة مدح فيها آل سعود، وذكر فيها نكبة الدرعية» ومنها قوله:
عبدالله بن خميس: ومما يدل على أثر تلك الفاجعة لدى شعراء هذه الجزيرة العربية عبر القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين أن شعراء زماننا المعاصرين قد بكوا هذا الواقع بمرارة، وأسى، ومنهم عبدالله بن خميس الذي يقول:
ومثل قوله:
|
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |