إليك إله العرش أشكو تضرعاً
وادعوك في الضراء ربي لتسمعا
وكم قتلوا من عُصبة الحق فتية
هداة وضاءً ساجدين وركعا
وكم دمروا من مربع كان أهلاً
فقد تركوا الدار الأنيسة بلقعا
فأصبحت الأموال فيهم نهائباً
وأصبحت الأيتام غرثى وجوعا
وفر عن الأوطان من كان قاطناً
وفرق إلف كان مجتمعا معاً
مضوا وانقضت أيامهم حين أورثوا
ثناء وذكرا طيباً قد تضوعا
فجازاهم الله الكريم بفضله
جناناً ورضواناً من الله أرفعا
فإن كانت الأشباح منا تباعدت
فإن لأرواح المحبين مجمعا
عسى وعسى أن ينصر الله ديننا
ويجبر منا كل ما قد تصدعا
ويعمر للسمحا ربوعاً تهدمت
ويفتح سُبلاً للهداية مهيعا
ويظهر نور الحق يعلو «ضُياؤه»
فيُضحي ظلام الشرك والشك مقشعا
إلهي فحقق ذا الرجاء وكن بنا
رؤوفاً رحيماً مستجيباً لنا الدُعاء
ألا أيها الإخوانُ صبراً فإنني
أرى الصبر للمقدور خيراً وأنفعا
ولا تيأسوا من كشف مانابَ إنه
إذا شاء ربي كشف ذاك تمزَّعا
وما قلت ذا أشكو إلى الخلق نكبةً
( ولا جزعاً مما أصاب فأفجعا)
وذلك عن ذنب وعصيانِ خالقٍ
أخذنا به حيناً فجينا لنرجعا
وقد آن أن نرجو رضاهُ وعفوهُ
وأن نعرف التقصير منا فنقلعا
فيا محسناً قد كنت تحسنُ دائماً
ويا واسعاً قد كان عفوك أوسعا
تعوذ بك اللهم من سوء صنعنا
فإن لنا في العفو منك «لمطمعا»
أغثنا أغثنا وادفع الشدة التي
أصابت وصابت وأكشف الضرَّ وارفعا