ودعنا هذا الأسبوع إنسان بكل ما تعنيه الكلمة من قيم ومعان نبيلة، وأجدني أقلب صفحات الذاكرة باحثاً عن كلمة تليق برجل عرفته عن قرب.
فلقد عرفت التواضع والحلم والإنسانية والثقافة والصراحة وسرعة البديهة والابتسامة التي لم تغادر محياه حتى وهو على فراش المرض.
اليوم، وقد ودعنا ماجد بن عبدالعزيز، فلقد ودعنا أنموذج من المواطن المسؤول الذي أفنى وقته وجهده في خدمة وطنه ومواطنيه، واكتسب محبة واحترام الجميع بإنسانيته في المعاملة، ورقيه في التعامل، وحكمته في اتخاذ القرار، وحرصه على قضاء حوائج الناس، ونصره للمظلوم، وحلمه ورحمته وصدقه وأمانته.
كأنه الأمس سيدي.. عندما تشرفت بالوقوف بين أياديكم الكريمة قبل حوالي عشر سنوات أعرض عليكم فكرة إنشاء مركز لرعاية الأطفال المعوقين في جدة كفرع جديد لجميع الأطفال المعوقين.. وكم كانت سعادتكم بالفكرة واحتضانكم لها، لقد اعتبرتموها يرحمكم الله قضيتكم، وبفضل من الله ثم بمساندتكم ونائبكم آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز تم إنجاز المشروع كصرح خيري، وكانت سعادتكم مضاعفة يوم افتتاحه بحضور سيدي سمو ولي العهد، ثم كان توجيهكم بإنشاء مركز آخر في مكة المكرمة، وما هي إلا شهور حتى شرفتمونا بافتتاحه، و أنتم أسعدنا بإنجازه خدمة لأهل مكة المكرمة الذين كانوا دائماً في مقدمة أولوياتكم يرحمكم الله .
وحتى من خارج موقع المسؤولية الرسمية، لم يترك والدنا ماجد مكانه في قلوب أبناء البلاد الذين أحبهم فأحبوه، فظل باب بيته مفتوحا، ومجلسه ملتقى لرجال الفكر والثقافة والحكمة يستمع إليهم ويبادلهم الشورى والرأي في كل ما يهم الوطن والمواطن.
إن افتقدنا حضورك بيننا يا والدنا الغالي، فإن عملك الطيب حاضر دائماً، و ما قدمته لوطنك ولمجتمعك وللإنسان في بلادك شاخص مدى الدهر إن شاء الله.
تغمدك الله بواسع رحمته، وألهم كل أحبائك الصبر والسلوان، {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.
|