Wednesday 16th april,2003 11157العدد الاربعاء 14 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مشاة البحرية والشرطة العراقية يجوبون شوارع بغداد مشاة البحرية والشرطة العراقية يجوبون شوارع بغداد
واشنطن تعلن انتهاء العمليات العسكرية الكبيرة

  * واشنطن بغداد الوكالات:
أعلنت الولايات المتحدة انتهاء «العمليات العسكرية الكبيرة» مع السيطرة على تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي صدام حسين، في حين بدأت الحياة تعود تدريجياً الى طبيعتها في بغداد.
وسقطت تكريت، آخر مدينة عراقية كبرى على بعد 180 كلم شمال بغداد، في أيدي قوات المارينز الاميركية امس الاول وبدأت فيها حملة لملاحقة مناصري نظام صدام حسين.
واعلن الجنرال فنسنت بروكس في مقر القيادة الاميركية الوسطى في قطر ان القوات الاميركية سيطرت على القصر الرئاسي في تكريت، آخر معاقل المقاومة العراقية، مشيرا الى نهاية العمليات العسكرية الرئيسية.
وقال الجنرال بروكس في مؤتمر صحافي إن قوات التحالف دخلت «هذا الصباح الى تكريت وسيطرت على القصر الرئاسي».واضاف ان القوات الاميركية جابهت مقاومة اقل مما كان متوقعاً بفضل عملها الاولي في عزل المقاتلين وهي تبحث منذ ذلك الحين في المدينة عن الموالين لنظام صدام حسين.
وقال الجنرال بروكس: ان المعارك في تكريت كانت «آخر معارك كبيرة خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة» في العراق.
وتابع انه مع دخول القوات الاميركية الى تكريت تكون «العمليات العسكرية الاشد حسما قد انتهت».
من جهة أخرى وعلى صعيد الدوريات العراقية لحفظ الامن في بغداد اصبح تامر محمود يمثل الوجه الجديد للعدالة في بغداد.. خرج يقود شاحنة صفراء اللون حاملا كلاشنيكوف مسروقة في دورية مراقبة في شوارع بغداد مع القوات الامريكية الغازية المدججة بالسلاح.وكان رجل الشرطة العراقي هذا واحداً ضمن عدد انضموا لقوات مشاة البحرية الامريكية في اول دورية مشتركة تهدف لإقناع الشعب المتشكك بانهم يعملون معا على وقف السلب والنهب.انها تجربة فريدة من نوعها وان كانت فوضوية نوعا ما لفرض القانون والنظام في المدينة بعد ان ادت الاطاحة بصدام حسين الى خلق ما يشبه جنة للصوص.
وبعد بضع دقائق من خروج قافلة من كلية الشرطة في بغداد تضم ثلاث مركبات تابعة لمشاة البحرية وعربة دورية عراقية بيضاء اللون توقفت القافلة خارج بنك الرشيد.
واقتحم مشاة البحرية ببنادق ام/16 البنك فخرج ثلاثة شبان رافعين ايديهم وفاغرين افواههم من الرعب، ومما اثار دهشة اثنين من المتعاملين ترك مشاة البحرية والرجال الشرطة العراقية اللصوص يذهبون، فمع الحالة المزرية التي أصبحت عليها السجون العراقية لا مجال لسجنهم.
وقال ماجد محمد 40 عاما مشيرا الى رجال يتباطأون في السير اسفل جسر للسيارات «يمكنك ان ترى بعينيك انهم لصوص.. اذا ذهبوا الآن سيعودون فيما بعد يسرقون».
وقال ديفيد بوبيلسكي «33 عاماً» من مشاة البحرية بنبرة مطمئنة «بعد قليل سيأتي من يبعدهم»، لكن لم تكن هناك اي دلائل على وجود تعزيزات.
وتحركت القافلة من جديد منحرفة الى طريق رئيسي وسط المدينة ثم توقفت على الفور فقد رصد محمد بعض اللصوص.. بل عدداً كبيراً منهم يسرعون بمجموعة من السيارات المحملة بالمسروقات.
انزل رجال الشرطة الامتعة لكن سائق السيارة بدا ساخطا «لا يمكنني إثبات ان هذه الامتعة تخصني لان اسمي ليس مكتوبا عليها.. شقتي قصفت وانا انقل أمتعتي لبيت اخي».
وقبل مضي فترة طويلة مع ايقاف المزيد من السيارات زاد الجدل وسمعت الدورية المزيد من الاعذار لتفسير سبب حيازة سائق لثلاثة اجهزة تكييف او من أين جاءت الشاحنة الجديدة من طراز رينو.وقال بوبيلسكي وهو من نيويورك الذي كان يدخن بهدوء وسط هذه الفوضى «تحول الامر الى حديقة حيوان» واشار محمود الى سيارة إسعاف جديدة مشتبها في ان تكون مسروقة.
وحول ذلك الوقت قاد محمود الشاحنة الصفراء قائلا انها مركبة حكومية مسروقة، والتهبت المشاعر وبكى صبي صغير في شاحنة لكن رغم الفوضى فان مشهد مشاة البحرية يعملون مع الشرطة العراقية لم يكن احد يتصور ان يراه قبل بضعة ايام.
كان مشاة البحرية يعتبرون الشرطة قوات من المحتمل ان تكون معادية لكنهم قالوا: انهم يعتزمون القيام بمزيد من الدوريات مع ضباط الصف الذين فر قادتهم.
وبدت اسلحة مشاة البحرية رادعا قويا اما محمود فعوض افتقاره للسلاح بشدة الحماس.
وكانت الخطة ان يحمل رجال الشرطة المسدسات على اقصى تقدير لكن عندما عثر محمود على الكلاشنيكوف في احدى السيارات لم يعترض احد، واستقبل السكان الذين يزداد استياؤهم من القوات الامريكية لتركها الفوضى تتفشى الدوريات بحذر.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved