Wednesday 16th april,2003 11157العدد الاربعاء 14 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الجلبي يسعى لكسب تأييد زعماء القبائل بجنوب العراق الجلبي يسعى لكسب تأييد زعماء القبائل بجنوب العراق
خلافة صدام التحدي القوي الذي تخشاه إدارة بوش

  * القاهر أ.ش.أ:
رغم نشوة الانتصار التي سيطرت على الادارة الامريكية في اعقاب السقوط السريع والمدوي لنظام الرئيس العراقي صدام حسين والخطط الامريكية لمستقبل ما بعد الحرب تواجه واشنطن تحدياً قوياً يتمثل في النظام الذي سيخلف صدام حسين في ضوء غياب الشخصية الكاريزمية في صفوف المعارضة العراقية ومواقف القوى الاقليمية والشعبية من السلطة الامريكية المؤقتة المناط بها ادارة شؤون العراق.
وتبدو مهمة اختيار الزعامة التي ستتولى زمام الامور بالعراق أصعب اذا مانظرنا الى الخلاف الذي طفا على السطح داخل الادارة الامريكية ولاسيما بين وزارتي الخارجية والدفاع حيث ترفض الاولى استئثار البنتاجون باختيار الشخصيات المتوقع مشاركتها في أي حكومة مستقبلية بالعراق.
ويرى محللون استراتيجيون امريكيون مثل ريتشارد وولف أن الجنرال تومي فرانكس قائد القيادة المركزية الامريكية لم يعلن صراحة اختياره لأحمد جلبي «رئيس المؤتمر الوطني المعارض الذي يتخذ من لندن مقراً له» لقيادة فريق العراقيين الذين ستضمهم الحكومة المناط بها ادارة شؤون العراق في مرحلة ما بعد صدام حسين.
وتسعى الادارة الامريكية الى تجنب الاتهام باحتلال دولة عربية خلال مساعيها الرامية الى ايجاد خلافة مناسبة تحظى بالقبول الشعبي بالعراق في مرحلة ما بعد الحرب.
وقال مسؤولون بوزارة الخارجية الامريكية انهم فزعوا عندما شاهدوا أحد الجنود المارينز يضع العلم الامريكي على وجه أحد تماثيل صدام حسين عند دخول القوات الامريكية بغداد مشيرين الى ان مسؤولي الخارجية الذين شاهدوا الحدث على شاشات التليفزيون صرخوا في وقت واحد قائلين انزع العلم.
ويسعى مستشارو الرئيس بوش الى تنظيم سلسلة من الاجتماعات مع المعارضة العراقية والجماعات العرقية بهدف اختيار شخصيات تصلح للمشاركة في أي حكومة مستقبلية بتلك الدولة التي انهكتها الحروب طيلة السنوات العشرين الاخيرة.
ويسعى أحمد جلبي لكسب تأييد زعماء القبائل بجنوب العراق والتوسط في الخلافات القبلية بتلك المناطق بهدف زيادة شعبيته واعطاء الانطباع عن نفسه بأنه الشخصية العراقية القوية القادرة على ادارة البلاد في مرحلة ما بعد الحرب.
وينفي المقربون من جلبي قيامه بالاغداق على زعماء القبائل والعشائر بجنوب العراق من أمواله مشيرين الى ان الاموال التي حصل عليها زعماء القبائل بالجنوب مصدرها وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية.
ويصف مستشارو البنتاجون أحمد جلبي بأنه رجل يتبنى مبادئ الديموقراطية ويمكن الوثوق به، الا ان عددا من المسؤولين بالادارة الامريكية ووكالة الاستخبارات الامريكية يرون ان جلبي لا يصلح لرئاسة الحكومة المؤقتة المناط بها ادارة العراق لانه يعيش بالخارج منذ عام 1958.
وينتقد عدد من المحللين الاستراتيجيين الدور المتزايد للبنتاجون في ادارة الشؤون الخارجية الامريكية حيث يقول بريجنسكي الذي عمل مستشارا للامن القومي في عهد الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر وزارة الدفاع مناط بها شن الحروب والدفاع عن الامن بينما ينبغي ان تترك السياسة الخارجية لوزارة الخارجية.
وأضاف بريجنسكي ان الاشكالية تكمن في أن وزارة الدفاع الامريكية تضم اشخاصاً ذوي رؤى استراتيجية محددة بشأن القضايا العالمية في الوقت الذي تفتقر وزارة الخارجية الى مثل هؤلاء الأشخاص.
واوضح ان وزارة الخارجية الامريكية ترفض أن يتولى أشخاص عسكريون قيادة السياسة الخارجية الا انها في الوقت نفسه لا تقدم استراتيجية بديلة بشأن كيفية التعامل مع القضايا الحالية ومنها الوضع بالعراق في مرحلة ما بعد صدام حسين مشيراً الى ان ذلك الموقف يضعف من الارضية التي ترتكز عليها وزارة الخارجية.
وفي المقابل اكد مسؤولون استراتيجيون بوزارة الخارجية الامريكية أن الدبلوماسية سوف تتولى ادارة العديد من الأزمات في المستقبل.
يرى محللون استراتيجيون امريكيون ان وزير الدفاع الامريكي اعترض على قائمة اسماء الامريكيين المرشحين للحكومة المؤقتة في عراق ما بعد صدام حسين والتي ارسلها له كولن باول منذ حوالي أسبوعين.
وقام رامسفيلد في المقابل باعداد قائمة ضمت مجموعة من المتشددين الامريكيين مثل رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق جيمس وولسي الذي رشحه لمنصب وزير الاعلام في الحكومة المؤقتة في عراق ما بعد الحرب.
وقال المحلل الاستراتيجي دان مورجان ان ادارة الرئيس بوش ينبغي عليها ان تقيم مدى الشرعية التي سوف تتمتع بها الحكومة التي سوف تتولى زمام الحكم في مرحلة ما بعد صدام حسين سواء في داخل العراق أو خارجها.
ومن جانبها اكدت الادارة الامريكية حرصها على اشراك اطراف دولية عديدة في مرحلة اعمار العراق وتشكيل حكومة لا تقتصر على العسكريين فقط في محاولة لاعادة الاستقرار في تلك الدولة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved