Wednesday 16th april,2003 11157العدد الاربعاء 14 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

البوارح البوارح
الدولة العثمانية (تاريخ وحضارة) 1-3
د. دلال بنت مخلد الحربي

على مر التاريخ لم تتعرض دولة في العالم لمثل ما تعرضت له الدولة العثمانية من تجريح وتشويه واحقاد، واتجاهات مؤرخين متعارضة ومتضاربة حول كل قضية تمس تاريخ بني عثمان، وبالرغم من تعدد الدراسات وكثرتها حول تاريخ الدولة العثمانية، ظل هناك الكثير من النقص في تغطية جوانب تاريخ هذه الدولة.
من الاصدارات الحديثة الجيدة عن تاريخ الدولة العثمانية، كتاب «الدولة العثمانية تاريخ وحضارة» الذي صدر عن مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول (1999م) في جزأين، شارك فيه مجموعة من الباحثين الأتراك المتميزين في مواقعهم الجامعية ودراساتهم، وأشرف على العمل الأستاذ الدكتور أكمل الدين احسان أوغلي مدير عام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول «ارسيكا» ورئيس قسم تاريخ العلوم بآداب استانبول.
ومن النظرة الأولى لمحتوى هذين المجلدين، يخرج الباحث بانطباع عن قيمة هذا العمل الكبير، فقد وزع العمل بخطة منهجية دقيقة شمولية غطت كل جوانب تاريخ الدولة العثمانية السياسية والعسكرية والثقافية والفنية والفكرية والدينية والعمارة.. الخ، كما زود المجلدين بصور توضيحية هي في غاية الروعة والجمال عن بني عثمان وحضارتها توزعت على مدار المجلدين كل في موقعها وبلغ عددها مائة وستاً وعشرين صورة، اضافة إلى الخرائط التفصيلية والجداول والرسوم البيانية.
وأشير إلى أن الصور والخرائط والجداول هذه، اضافت مادة تاريخية أخرى على المادة التاريخية المكتوبة، ومن هنا تأتي قيمة أخرى لهذا الكتاب الذي يظهر بجلاء حرص من ساهم فيه كتابة واشرافاً على أن يكون لائقاً بتاريخ دولة استطاعت أن تؤسس عمراً طويلاً لها فوق ثلاث قارات متباينة ومختلفة في ثقافاتها وشعوبها واتجاهاتها ولغاتها وديانتها، وتحقق نجاحاً في توحيد امبراطوريتها الشاسعة بقدر يفوق بكثير من سبقها من الدول التي حاولت أن يكون لها حظ في الاستمرارية والديمومة، ولكن لم يحالفها الحظ، حتى كانت مسيرة آل عثمان التي أظهرت على الخارطة السياسية للعالم، أكبر دولة اسلامية عرفها التاريخ، ولعل ذلك مما ركز عليه المشرف على الكتاب الأستاذ الدكتور أوغلي حيث أشار في مقدمة الكتاب إلى ذلك قائلاً: «لا شك أن تفسير هذا النجاح «أي نجاح الدولة العثمانية في التمدد والاستقرار» من خلال البحوث الموضوعية الواسعة التي يمكن القيام بها حول التاريخ الإداري والاجتماعي والاقتصادي للعثمانيين سوف يسفر عن نتائج مفيدة، تمكننا من النظر إلى المشاكل العالمية الحالية بحس سليم، وتتيح الفرصة أمامنا لتقويم المشاكل التي تهدد الإنسانية من جميع جوانبها والمساهمة بذلك في توطيد العلاقات الدولية».
وسوف استكمل الحديث عن هذا الكتاب في الأسبوعين القادمين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved