بغداد.. كهف الجلاَّدين..!
محمد الدبيسي

.. وبغداد.. المفقوءة العينين..
بغداد.. تلك.. عروس الذاكرة.. وبهجة
الحضارة... لا تعرف التأبين.. ولا
المراثي..!.. تنظر إليك بوقد عابر..
فلا تلوي.. إلا أن تحدق في ملامحها بصمت..
والأشاوس المغبونون «بعشقها» يثأرون
من جلاَّديها.. وخونتها.. بالعبث في مقدرات وجودها العظيم.. وتاريخها المستباح..!
ينتابك فزع بلا مقدمات.. وأنت تتابع
المشهد.. ثأر من الفراغ.. يتجلَّى كئيباً.. بمنظر «البسطاء» وهم يجرون كراسي هرب «جلاّسها»..!
وأجهزة تكييف.. لا تبدد الإحساس بالنار..!
وتماثيل يصرخ صمتها المهيب..
مشاهد.. تنعي سقمها.. وفعل يتجاوز الوعي
إلى رداءة «الذات»..!
وكأنها «بغداد» تتمدد بين دجلة والفرات..
شريانيها.. ينزفان بإباء..!
تتحدى أن يسرق اللصوص.. وصنَّاع «الحرية»
ماء قلبها.. وذاكرة وجودها في العالمين..
وكأن الزمن «السوط في كف الجلاَّدين»
ينساب على صفحتها مطلع كل شمس..
ليعلن.. أنها لا تسقط..ولا تموت..
بغداد «المكان».. النابض بعشق النظر
ولهفة الناظر.. تبقى.. وتبقى..؟