Tuesday 15th april,2003 11156العدد الثلاثاء 13 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إمضاءة إمضاءة
الاضطرابات الاتصالية والشيخوخة
سامي السقا *

من أكثر الاضطرابات الاتصالية التي تصيب كبار السن (الحبسة الكلامية) مشكلة مركبة قد تقلل من قدرة الشخص على فهم ما يقوله الآخرون، أو التعبير عن ذاته، أو أن يكون مفهوماً للآخرين، وتظهر هذه المشاكل بدرجات متفاوتة من شخص لآخر، فبعض الذين يعانون من هذا الاضطراب يفقدون القدرة على النطق في حين يعاني البعض الآخر من صعوبة خفيفة في تذكر الأسماء والكلمات، ويمكن أيضاً أن يعاني الشخص من عدم القدرة على ترتيب الكلمات بطريقة صحيحة في الجملة، وقد تتأثر قدرة الشخص على فهم التوجيهات اللفظية، وقدرته على القراءة والكتابة والتعامل بالأرقام، وعادة ما تكون الجلطة الدماغية السبب الرئيسي وراء إصابة المسنين بالحبسة الكلامية. وتشير الإحصائيات إلى إصابة أكثر من مليون شخص في الولايات المتحدة بالحبسة الكلامية، وبفضل الله أصبح بإمكاننا مساعدة هؤلاء المرضى على الاتصال بطريقة أكثر فعالية .
وكما هو الحال في اضطرابات النطق العضوية فهي تؤثر على التحكم الطبيعي في الأعضاء الخاصة بالنطق والكلام، ففي هذه الحالة يكون الكلام متداخلاً وغير واضح وصعب الفهم نتيجة عدم قدرة الشخص على إصدار أصوات النطق بطريقة صحيحة، وعدم التحكم في عملية التنفس وعدم تناسق حركة الشفتين واللسان والحنك والحنجرة، وقد تؤدي بعض الأمراض إلى الإصابة واضطرابات النطق العضوية نذكر منها على سبيل المثال:
الشلل الرعاش، وتصلب الأنسجة المتعدد، والشلل الارتجافي، بالإضافة إلى الجلطة الدماغية وإصابات الرأس، ويتجاوز عمر معظم الأفراد الذين يعانون من اضطرابات النطق واللغة 65 عاماً، ويمكننا في كثير من الحالات تحسين قدراتهم الاتصالية بواسطة العلاج.
وغالباً ما يخلط الأقارب والأصدقاء ما بين الاضطراب وحالة النسيان أو الشيخوخة، وقد يكون المعين السمعي مفيداً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من فقدان سمعي فيساعدهم على تحسين قدراتهم الاتصالية.
أما اضطرابات الصوت فيصاب بها بعض كبار السن على عدة أشكال ومنها مرض سرطان الحنجرة مما يستلزم استئصالها جراحياً في بعض الحالات، ويمكن لهؤلاء الأشخاص أن يتعلموا الكلام من جديد بواسطة المريء وهو ما يطلق عليه اسم «الكلام المريئي». ويتم إما باستخدام جهاز إليكتروني أو بواسطة الجراحة الترقيعية للصوت وفي حالات أخرى من هذا المرض يصاب المريض بفقدان جزئي أو كلي للصوت، وبفضل الله أمكن معالجة معظم هذه المشاكل.
وفي عرض للمشاكل الاتصالية الأخرى التي يمكن أن تصيب كبار السن نتطرق لبعض أمراض الدماغ التي تسبب القصور التصاعدي في القدرات الذهنية قد تؤثر أيضاً على الذاكرة والقدرة على التكيف مع الزمان والمكان وتمييز الأشخاص وتنظيم العمليات الفكرية، وكل هذا قد يؤدي إلى ضعف القدرة على الاتصال.
وتعتبر الاضطرابات الاتصالية مشاكل جسيمة بالنسبة للمسنين لأن إن جهازنا الاتصالي، الذي يتضمن القدرة على الكلام والسمع والفهم والقراءة والكتابة يعتبر نعمة من نعم المولى سبحانه وتعالى، فهو يلعب دوراً مهماً في جميع أوجه حياتنا اليومية: في أوقات العمل ومع الأسرة وفي الأوقات الترفيهية، فحين تتلف العمليات الاتصالية بسبب مشاكل في النطق أو اللغة أو السمع، تكون النتائج دائماً جسيمة.
تكثر اضطرابات النطق واللغة والسمع بين كبار السن ويشعر هؤلاء الأشخاص بأنهم محرومون من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والشخصية، ومع التزايد السريع في عدد المسنين وتزايد أعداد الناجين من الأمراض والحوادث التي قد تؤدي إلى الإصابة باضطرابات في النطق واللغة والسمع سوف نصادف حالات كثيرة من المسنين الذين يعانون من اضطرابات اتصالية، وهؤلاء يحتاجون إلى تفهم أفراد عائلتهم وأصدقائهم، كما يحتاجون إلى مساعدة الخبراء في مجال الاضطرابات الاتصالية.
وعادة ما يكون تأثير هذه الاضطرابات محبطاً ومربكاً بالنسبة للمريض فهو يؤدي في معظم الأحيان إلى الانطواء و العزلة، وقد تصعب على المريض المشاركة الاجتماعية والاقتصادية إما بسبب طبيعة الاضطراب نفسه أو بسبب الآثار النفسية المترتبة عليه.

(*) المدير التنفيذي
كثير من الصم يحفظون الكلمة بالشكل

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved