معظم البطولات الهلالية السابقة جاءت كنتيجة طبيعية لتفوق الفريق الأزرق وما يضمه من نجوم في مختلف خطوطه، ففي معظم الأحيان كان عدد نجوم الزعيم في صفوف المنتخب الوطني لا يقل عن سبعة إلى ثمانية لاعبين وارتفع العدد في بعض المواسم إلى 11 لاعباً هلالياً دولياً.. ولذلك كان طبيعياً ان يحقق الفريق الهلالي البطولات على مختلف مستوياتها في ظل وجود هذه الكوكبة من النجوم..
غير ان البطولة الأخيرة التي حققها الهلال بفوزه على الأهلي في نهاية كأس سمو ولي العهد جاءت في ظروف هلالية صعبة يكفي ان نشير إلى ان الفريق الذي حقق اللقب لايوجد في صفوفه سوى لاعب واحد في تشكيلة المنتخب الوطني الحالية بمعنى ان العشرة اللاعبين الباقين لا يمكن تصنيفهم ضمن النخبة الحالية من اللاعبين الدوليين حتى وإن كان لهم تاريخ حافل في المشاركات الدولية في مواسم مضت، ولهذا فإن البطولة الهلالية الجديدة عبرت عن مرحلة جديدة للهلال والهلاليين وعلى الأقل في هذا الموسم الاستثنائي الذي تسلمت الإدارة خلاله دفة العمل في النادي في ظروف حرجة على كافة الأصعدة الفنية منها والمالية والزمنية.. فكان الإنجاز الجديد بمثابة شهادة نجاح لإدارة سمو الأمير عبدالله بن مساعد التي بالفعل عملت للنجاح وحققته بكفاءة عالية..
فكما قلت لم تكن الإدارات السابقة بحاجة للجهود التي بذلتها الإدارة الحالية.. وفي كثير من البطولات حقق نجوم الزعيم البطولة وقدموها لإدارتهم التي لم تكن تجد عناء سوى في الصعود للمنصات لتسلّم الذهب.. أقول ذلك لأوضح الجهد الكبير الذي بذلته الإدارة الحالية لتحقيق اللقب الغالي الذي لم يأت من فراغ.. فهناك مجهودات ضخمة بذلت شهد بها كل من تابع العمل الذي قامت به الإدارة الهلالية.. والذي أثمر عن نجاح سريع لوجود أرض خصبة وإمكانات مبعثرة عرفت الإدارة كيف تستثمرها جيداً.. فالهلال مهيأ لكل من أراد ان يعمل بما يضمه من نجوم وجماهير وإمكانات وعراقة تاريخية تسهل المهمة وتختصر الزمن والجهود.ولعل ما تجدر الإشارة إليه هنا هو تعلم الإدارة السريع من أخطائها وتجاوبها المباشر مع الظروف المحيطة وتلافيها لكل السلبيات التي رافقت البداية الصعبة لهذا الموسم.. وهذا بحد ذاته يؤكد من جديد ان البطولة الحالية تجير للإدارة أولاً بقدرتها على التعاقد مع مدرب قدير وتوفير كل متطلباته ومتابعة الفريق ولاعبيه حتى تحقق الإنجاز.. فالبطولة الهلالية الجديدة بلا شك هي نتاج عمل جماعي منظم أثمر سريعاً بل أسرع من المتوقع.. وشخصياً اعتقد ان إدارة الهلال بالفعل تستحق ان يقال عنها إدارة بطولات لأنها نجحت بالفعل في إدارة عمل رائع أثمر بطولة كبرى.
مربع غامض
اختلطت أوراق المربع الذهبي لهذا الموسم نتيجة الفارق الضئيل من النقاط الذي يفصل بين الفرق الأربعة الأهلي والنصر والقادسية والهلال التي تتصارع على ثلاث بطاقات خلف الاتحاد.
فكل الاحتمالات واردة وتحكمها نتائج المباريات المقبلة.. فبفضل المستوى الممتاز الذي ظهر به الفريق القدساوي الرائع ومزاحمته القوية للأربعة الأوائل أصبح لا بد ان يخرج أحد الكبار ليترك مكانه للقادم الجديد القادسية.
وإذا نظرنا لأصعب المباريات القادمة نجدها تنتظر الهلال ثم الأهلي.. فالهلال سيلاقي الأهلي فالنصر والاتحاد وتخلف الهلال بنقطة (35) من الرابع لا يحتمل أي تفريط هلالي في نقاط المباريات المقبلة حتى ولو بالتعادل في إحداها لأن ذلك سيبعده كثيرا من أحد المراكز الثلاثة المتبقية.. في حين أمام الأهلي مواجهات ساخنة ستبدأ بالهلال ثم الاتحاد فالقادسية.. وخسارته لأكثر من ثلاث نقاط قد ترمي به خارج المربع.. فيما يظل القادسية الأوفر حظاً بالحصول على ست نقاط من النجمة والشعلة وبالتالي الوصول للرقم 42 وهو رقم جيد قد لايحتاج معه لأي نقطة من لقاء الأهلي.
أما النصر فإن لقاءه بالرياض يعتبر مصيريا فعدم حصوله على النقاط الثلاث سيجعل حظوظه ضعيفة وتتوقف على لقاء الهلال وربما لا تفيده نقاط الرائد في آخر جولة في الدور التمهيدي.
إذاً كل الاحتمالات قائمة وان كنت شخصياً أتوقع ان الهلا ثم النصر هما الأضعف حظاً في الوصول للمربع ويبقى الأهلي وما سيقدمه في مبارياته القادمة هو الأمل الوحيد للفريقين معاً.
لمسات
* البطولات الهلالية ترفع ضغط جماهير النصر وتزيد من معاناتها.. ورغم تفوق الهلال الكاسح في الإنجازات والألقاب إلا ان النصراويين يصرون على اخضاع فريقهم للمقارنة مع الهلال ورغم ان النصر يحتل المركز الرابع في ترتيب تحقيق الأندية للبطولات وليس الوصيف إلا أنهم يحصرون معاناتهم ومنافستهم ببطولات الهلال..!!
***
* بعد كل ما قدمه ويقدمه المدرب الهولندي آد ديموس مع الهلال والكرة الحديثة المدروسة التي يقدمها الفريق حاليا أقول هل مازال هناك من يفتح ملف كاندينو والمدربين البرازيليين أمام الهلاليين مجدداً (عند البحث عن مدرب) أتصور أن على أصحاب القرار من الهلاليين على كافة مستوياتهم ان يقفلوا ملف البرازيل إلى الأبد!!
***
* المستوى الممتاز الذي قدمه الثنائي الخبير في الدفاع الهلالي الشريدة وخليل يؤكد صحة وجهة النظر الهلالية التي أبعدت الشريدة لقطر في الموسم الماضي وطالبته بعرض من أحد الأندية في بداية هذا الموسم ووضعت خليل في الاحتياط.. انها سياسة استخدمت الضعيف ماتورانا لهدم الهلال لكن القرار القوي أنقذ الهلال ونجومه.
***
* لمن يتمنون اعتزال سامي وابتعاده مستغلين مستواه الحالي أقول لهم ان أمام سامي خمس سنوات قادمة من تاريخ عقده الجديد قبل ثلاثة أشهر من الآن!
***
*المدرب الهولندي القدير آد ديموس مطالب بإتاحة فرصة أكبر أمام الكاميروني سوفو الذي يبدو انه يتطور من مباراة إلى أخرى.
***
* مجاملة المهنا للنصر طوال السنوات الماضية وما يحدث له حاليا من النصراويين هي عبرة لكل حكم ضعيف ومهزوز أمام الضغوط.. وليتكم تتذكرون فقط بنالتي الكاتو وعيون خميس العويران وكلاهما أمام الأصفر.
***
* لإتاحة الفرصة للاتحاد للحصول على مزيد من الراحة بعد لقاء الأمس أمام الشباب قامت اللجنة الفنية وأمانة اتحاد الكرة بتأجيل لقائه بالشعلة من الخميس إلى الجمعة!!
***
* هل هذا هو الوقت المناسب لمناقشة تجديد عقود لاعبي الهلال!!
|