Tuesday 15th april,2003 11156العدد الثلاثاء 13 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الفوضى تعكس ملامح الصفقة المشبوهة الفوضى تعكس ملامح الصفقة المشبوهة

  اللوموند
كتبت تحت عنوان: «العراق على حافة الانزلاق» تقول: «لعل الأمريكيين خططوا بشكل ما إلى هذه الفوضى التي صارت تثير كوابيس العراقيين المصدومين أمام ما يجري أمامهم. الأمريكيون الذين اعتبروا وزارة النفط منطقة محرمة على الجميع، غضوا الطرف عن عمليات سرقة طالت المستشفيات وبشكل غير إنساني.. هذا انهيار فظيع لسلوك اتسم قبل الحرب بالانضباط والالتزام، لكنه يعكس أيضا الإحساس بالفجيعة إزاء حقيقة أخرى تعني في مفهوم العراقيين: الوطن.. الأمريكيون الذين دخلوا العراق أصلاً لتحريرها، ها هم يساهمون عن قصد في ما صار يهدد الأمن الداخلي بالفوضى العارمة، ليس على الصعيد الأمني فقط، بل و على الصعيد الاجتماعي»..
وتواصل الصحيفة: «أمام مستشفى الأعظمية الذي تعرض للسرقة، وقف طبيب غير قادر على عمل شيء، سوى النظر إلى هؤلاء المجرمين الجدد الذين استغلوا التواطؤ الأمريكي كي يسرقوا كل شيء.. كان الطبيب على حافة البكاء وهو يستنجد بالجندي الأمريكي الذي قال له ببساطة «ليست لدينا أوامر لفعل شيء لكم، لا نستطيع غير مراقبة ما يجري»..
وقد تكون تلك هي الطريقة الأبسط في القول: «نحن هنا لحماية وزارة النفط، والمناطق النفطية، لكن الأمور الأخرى فهي مشكلتكم أنتم !».
وتضيف .. هو الإحساس العام بالصدمة،لأن عمليات النهب تلك تخفي وراءها كارثة أخرى، فالأمن ليس أكثر من فتيل بارود قرب بركان من النار، والذي لا يمكن توقعه هو أن الانفجار قد يحرق العراقيين أنفسهم لأنهم في النهاية من عليه أن يدفع الفاتورة، فبين الزمن الديكتاتوري وزمن الاحتلال الجديد، تصبح للقبور أكثر من معنى آخر.. إنه القدر العراقي بلا شك .
لوفيغارو
ركزت على مرحلة البناء قائلة: «بناء العراق لن يكون بالسهولة التي تصورها الأمريكيون ولا البريطانيون، لأن الوجه الآخر للعراق، ظهر من خلال اليومين الأخيرين عبر حالة الفوضى العارمة التي كانت تشبه حالة من الغضب على المدينة وعلى الإنسان معا.. العراقيون ليسوا لصوصاً كي نصدق أن الذين نهبوا يشكلون العراق الحقيقي، لأننا نعرف أن العراقيين أصحاب تاريخ وحضارة، ولهذا كان ثمة في المدينة من دخلها حاقداً على ذاك التاريخ وتلك الحضارة.. لأن الصورة الأكثر إيلاما هي صورة الجنود الذين اصطفوا لحماية وزارة النفط مسلحين ومحاطين بالدبابات، بينما العراق كله يتعرض للسرقة.. هذا شكل من أشكال التحريرالتي ربما يكتشفها العراقي نفسه من خلال إحساسه بالخيانة .

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved