عذيري حين تلقاني حزينا
هوان عروبتي في العالمينا
وذل المسلمين وأن أراهم
تبيدهمُ جيوش الكافرينا
ويؤذيني ويؤلمني سقوطٌ
لبغدادٍ بأيدي المعتدينا
لبغداد التي كانت ملاذا
ومنطلقاً لجيش الفاتحينا
وكان أميرها هارون يحكي
بأيمان الرجال الواثقينا
سحابة أمطري في أيِّ أرضٍ
فإن خراجك آتٍ إلينا
لبغداد التي كانت مناراً
لعزَّتنا ومجد الأولينا
وما ركعت لغير الله رباً
ولا انهزمت على مرِّ السنينا
إلى أن سادها من ليس يدري
ولم يك ذا السياسة والفطينا
تولى أمرها من حار فيه
جميع أولي العقول الفاهمينا
فمنهم من رآه بلا ضميرٍ
ومنهم من رأى فيه الجنونا
ومنهم من يصنفه عميلاً
وشريراً ورمز الغادرينا
ومنهم من يراه فتىً جريئاً
وأعطاه صفات الثائرينا
عواطفنا يشكِّلها هوانا
وما خضعت لرأي العاقلينا
ولكن الذي لا شكَّ فيه
بأنَّا في سياسته شقينا
فمن ذا بالمصائب قد رمانا
وكان وراء جلب الظالمينا
ومن أعطى أعادينا مناهم
إلى أن أدركوا النصرَ المبينا
أغيرَ قيادةٍ حمقاءَ ضَلَّت
وتاهت عن طريق الراشدينا
وجَرَّتنا إلى حربٍ وحربٍ
وثالثةٍ وكُنَّا الخاسرينا
وهذى دولة الطغيان جاءت
لتهدم مجدنا دنيا ودينا
لتكسر شوكة الإسلام بغياً
وترفع راية المستكبرينا
وتحمي عصبةً عاثت فساداً
وترعى دولة المتصهينينا
وتنهب أرضنا ماءً وزيتاً
وتتركنا شعوباً جائعينا
وتحرق زرعنا ظُلماً وعَدْواً
وتقتل من أبى أن يستكينا
وتظهر أنَّها تأتي لتقضي
على القوم البغاة المجرمينا
ولا أحدٌ طغى وبغى سواها
بهذا العصر أو في الغابرينا
ويكفي شَنَّها حرباً ضروساً
على شعبٍ تحاصره سنينا
بدعوى أنّهم ملكوا سلاحاً
به إفناء كُلِّ الآمنينا
وقد كذبت وأثبت ذاك جمعٌ
من الخبراء والمتخصصينا
ولكن العدو يريد حرباً
مدمرة لكل المسلمينا
بها يقضي على الإسلام ديناً
ويُحيي دعوة للملحدينا
ويغزونا بعاداتِ النصارى
وأخلاق اليهود الفاسقينا
بني الإسلام لستُ أرى وميضاً
لنار الحرب بل ناراً يقينا
وإن أعداؤنا ظلموا وجاروا
على أوطاننا متآمرينا
فمن ذا سوف ينصرنا عليهم
ومَن يحمي ديار المؤمنينا؟
أمجلسُ أمنهم! والأمر فيه
لمن كانوا الجناةَ المعتدينا؟
نعم بالأمس كان له نفوذٌ
وينفذ حكمه في العالمينا
ولكن الطغاة قَضَوْا عليه
وأضحى في عداد الميتينا
أقواتٌ وما ملكت سلاحاً
وليس جنودها بمدربينا؟
وإن كانوا وربَّ البيتِ أهلاً
لخوض حروبهم مستبسلينا
سلوا التاريخ عنهم كيف كانوا
إذا حملوا السلاح مقاتلينا
يجبك بأنهم صِيدٌ أباةٌ
يلاقون العدو مكبِّرينا
يخوضون المعارك في ثباتٍ
وحاشا أن يكونوا مدبرينا
أإعلامٌ يطبِّل في غباءٍ
لمن كانوا لنا الداءَ الدفينا؟
له سوقٌ تباع بها وتشرى
ضمائر من تبدوا بارعينا
وما قنواته إلا وباءٌ
مُضِرٌّ للبنات وللبنينا
أوحدة أمتي هدفاً ونهجا
وأخلاقاً تربي الناشئينا؟
وواقعها خلافٌ وانقسامٌ
ومنهاجٌ يسرُّ الشامتينا
أجامعة العروبة وهي عبءٌ
ثقيلٌ أرهق المتماسكينا
عرفناها وما خلقت وفاقاً
ولا كنّا بها متآلفينا
لقاءاتٌ مكررةٌ ولكن
نتائجها أذى للمخلصينا
وليست هذه الأوصاف تسري
على أبناء قومي أجمعينا
فمنهم من سما حُرَّاً شريفاً
وحَلَّق في سماء المبدعينا
ونادى قومه وسعى وفيَّاً
إلى إحياء مجد السابقينا
ولكن الألى جهلوا وضَلُّوا
وساروا في دروب التائهينا
أتونا بالهزائم قاتلاتٍ
وكانوا للأعادي الناصرينا
جروح كلها تؤذي وتبكي
ولا شيءٌ سيشفي الموجعينا
سوى أن نستجيب لما دعانا
إليه الله ربُّ العالمينا
نطبق شرعه ونسير صدقاً
على منهاج خير المرسلينا
وأن نرعى الأمانة في وفاءٍ
ولا نرضى وجود الخائنينا
فهبُّوا يا بني الإسلام وامضوا
إلى أمجادكم متكاتفينا
وسيروا في طريق النصر جنباً
إلى جنبٍ وظلوا ثابتينا
وسوف يكون نصر الله منكم
قريباً إن غدوتم صالحينا
بني قومي إلامَ نظلُّ نشقى
ونحيا دائماً متخلفينا؟
وفيمَ الجهلُ يصحبنا طويلاً
ونبقى في صفوف الجاهلينا؟
بني الإسلام يكفينا رقاداً
وضعفاً ما قضيناه سنينا
فهبُّوا إخوةً وأسعَوْا جميعاً
إلى ماضي الجدود الأولينا
وسيروا سيرَهم قولاً وفعلاً
وكونوا مثلهم خلقاً ودينا